قال الكاتب والخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان؛ إن الخطر الأكبر الذي ينبغي على "إسرائيل" التنبه له، لن يكون قادماً من إيران، بل من الضفة الغربية.
وأبدى ميلمان في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" وترجمته "عربي21"، مخاوف من تفجر الضفة الغربية، بسبب تصاعد نشطاء المستوطنين المتطرفين، وهجماتهم ضد الفلسطينيين، وقال إن زعماء "إسرائيل"، وقادة أمنها، يعلمون جيداً جداً أن الوضع القائم في الضفة الغربية خادع.
وتحدث عن عامل مهم جداً حول الوضع القائم في الضفة في العام 2022، وهو صحة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وما سيحدث في الضفة عقب وفاته.
وقال ميلمان "إذا توفي عباس، البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً، فسوف تواجه السلطة الفلسطينية صراعاً مريراً على السلطة، وقد تبرز قيادة جماعية، يكون من ضمنها محمد دحلان، وتستمر لبعض الوقت على الأقل".
وتابع "في الوقت الذي يقرع زعماء "إسرائيل" طبول الحرب ضد إيران، العنف الذي يمارسه المستوطنون يتزايد في ظل تمتعهم بحصانة من المساءلة والمحاسبة، ولذلك يجدر بهؤلاء الزعماء التركيز على القضايا الأقرب إلى عقر دارهم".
ولفت إلى أنه كان مأمولا أن تقوم الحكومة الجديدة، بقيادة نفتالي بينيت وبوجود مشاركة كبيرة من ممثلي اليمين المعتدل والوسطيين والسياسيين اليساريين داخل حكومته، بترويض المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتمون إلى التيار القومي المتطرف، إلا إن ما جرى هو العكس تماما.
وأكد أن المستوطنين الإسرائيليين استمروا، في الضفة الغربية المحتلة، وبشكل متزايد خلال الشهرين الأخيرين، في الاعتداء على الفلسطينيين الأبرياء، فاقتلعوا أشجار الزيتون واجتاحوا القرى لإثارة حفيظة الفلسطينيين، الذين تعرضت سياراتهم في كثير من الحالات للإتلاف واعتدوا على بعضهم.
وأكد ميلمان أن كل هذه الحوادث تقع على مسمع ومرأى قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تغض الطرف وتسمح للغوغاء بشن هجماتهم العنيفة.
وقال إنه من المؤكد أن مثل هذا السلوك "الإسرائيلي" يساهم في ارتفاع عدد الحالات التي يلجأ فيها الفلسطينيون لاستخدام الأسلحة النارية لتنفيذ عمليات ضد المستوطنين وجيش الاحتلال.
وقال ميلمان "يُعتقد بأن حماس تقف وراء بعض هذه العمليات، التي ترى فيها إسرائيل محاولة لضرب إسفين بينها وبين السلطة الفلسطينية، سعيا لوقف التعاون الأمني بين الجانبيًن"، لكن الواقع في الأسابيع الأخيرة يجب أن يشكل إنذاراً للجانب "الإسرائيلي"، وأن تكون مؤشرا على ما قد تكون عليه الحال في السنة المقبلة".
المصدر: ترجمة "عربي21"