صدر عن مكتبة الشروق الثقافية في غزة كتاب "راوية رشاد الشوا 1944 - 2017، قصة كفاح امرأة فلسطينية من غزة" للكاتب الصحفي محمد سعد العجلة.
ويقع الكتاب في 190 صفحة من القطع المتوسط، ويضم أهم المراحل التي مرت بها السياسية الفلسطينية النائب في المجلس التشريعي المرحومة راوية الشوا، بداية من الطفولة والنشأة، ومروراً بتأثير الأسرة وخاصة والدها الزعيم الفلسطيني الحاج رشاد الشوا.
ويأتي على انخراطها في الحياة العامة والعمل السياسي، وانتخابها للمجلس التشريعي الأول والثاني، وأبرز مواقفها السياسية، وأهم القضايا الوطنية والحياتية التي شغلتها، وانتهاءً بمرضها ووفاتها.
كما اشتمل على ملحق خاص ببناتها الأربع ورفيقة عمرها، ومقالات وكلمات برثائها، وختاماً بمجموعة من الكتب والرسائل التي بعثت بها إلى جهات تملك السلطة والقرار بشأن قضايا ومشاكل تتعلق بالمواطنين في قطاع غزة المحاصر.
واعتمد المؤلف في جمع مادة الكتاب على السيدة راوية نفسها، ليس فقط بجلساته معها أثناء مرضها الأخير، لكن بمعايشته عن قرب لها وعمله معها 22عامًا، بالإضافة إلى بناتها الأربع سلمى وهناء وندى ونجلاء، وكل من ابن عمها وصهرها جاسم الشوا، ومدير مكتبها حتى وفاتها أيمن العوضي.
وتحت عنوان كلمة أخيرة، يقول المؤلف "جاءت راوية الشوا للمشهد السياسي في مرحلة حساسة ودقيقة من عمر القضية الفلسطينية".
وأضاف: "من المؤكد أنها أدركت ما الذي يجب أن تقوم به، فكانت تعمل حتى آخر ذرة من طاقتها اليومية. وحينما أقعدها المرض بآخر حياتها لم تصدق بأنها لم تعد قادرة على العمل، ولذلك حاولت بكل جهدها طرد هذه الفكرة/ الكابوس".
ويتابع: "أكثر ما كان يميزها، في راحتها وتعبها، صحتها ومرضها، حلها وترحالها، فراغها وانشغالها، ذلك الشعور الدائم بحجم وعظمة الرسالة التي تحملها تجاه الإنسان والمجتمع والوطن، فتراها لا تكف عن بث التفاؤل والأمل وتبديد مخاوف الناس والتخفيف عن نفسياتهم المتعبة".
واستطرد: "حتى لو كانت في داخلها حزينة أو قلقة. وقبل ذلك وبعده كانت شديدة الحرص على خلق حالة ثقافية واعية تعزز من صمود وتوازن الإنسان. وهي في كل هذا، لم تكن تتصنع أو تتكلف، فتراها سلسة وطبيعية وعفوية، تخرج كلماتها صادقة ممزوجة بابتسامة لا تفارق محياها. رحمها الله".