قالت حركة حماس "إننا سنبقى أوفياء لأسر وعائلات الشهداء، الذين قدّموا أرواحهم رخيصة من أجل فلسطين؛ فتقديم الدّعم اللازم لهم ورعاية شؤونهم، هو واجب وطني وإنساني، ولن نسمح لإخضاعه لأيّ اعتبارات سياسية أو ابتزاز".
وعبرت الحركة في بيان لها اليوم الجمعة، الذي يصادف يوم الشهيد الفلسطيني، عن استهجانها ورفضها قطع السلطة رواتب ومستحقات عائلات الشهداء في غزّة، داعيةً إلى ضرورة إعادتها، باعتبارها أولوية وطنية، تضمن الحياة الكريمة لهم.
وأكد الحركة أن يوم الشهيد الفلسطيني يأتي هذا العام، وقوافل الشهداء من الرّجال والحرائر والشباب، تزّف كلّ يوم، على طريق التحرير والعودة، لتبقى دماؤهم الطاهرة وقوداً لهذه المسيرة، بالإثخان في العدو، والانتصار في كل المحطّات وليست آخرها معركة سيف القدس، وما يسطّره رجال المقاومة في قطاع غزّة، وأبطال الضفة الغربية المحتلة والقدس من عمليات بطولية ضدّ جيش العدو وقطعان مستوطنيه.
واستذكرت الحركة أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، الذين قضوا دفاعاً عن أرض فلسطين وثوابتها ومقدساتها، وفي مقدّمتهم شهداء ثورة البراق عام 1929م، وشهداء مجموعة الشهيد عزّ الدين القسّام عام 1935م.
وجددت الحركة عهد الوفاء لدمائهم التي روّت أرض فلسطين المباركة، مشيرةً إلى أنها ستظلّ متمسكة بنهج المقاومة، ومواصلة مسيرتهم في التضحية والمقاومة حتى التحرير والعودة.
وأكدت أنَّ قيمة الشهادة والاستشهاد، ستبقى عقيدة راسخة، في عقول كلّ الأجيال الفلسطينية، حيّة في ذاكرتهم، ولن تفلح كل مخططات العدو في طمسها أو تغييبها أو تشويهها، فشهداء فلسطين عبر التاريخ، وفي كل مراحل النضال؛ هم رمز للحريّة والوحدة، وأيقونة للاستقلال والانعتاق من الاحتلال، لشعبنا وأمَّتنا وأحرار العالم.
وأشارت إلى أنها تسجّل بكل اعتزاز تضحيات كل العوائل الفلسطينية، ونقدّر عالياً ما قدّمته من تضحيات وبطولات، مؤكدةً أنَّ هذه العائلات ستظلّ في قلب اهتمامها، وفي صميم اللحمة الوطنية الفلسطينية.
ونبّهت بأن استمرار الاحتلال احتجاز جثامين 253 من شهدائنا، فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام"، لعشرات السنوات، جريمة صهيونية، وانتهاك صارخ للشرائع السماوية والأعراف الإنسانية، ومحاولة يائسة لن تفلح في إذلال شعبنا.
وجددت رفضها إدراج موضوع "جثامين الشهداء" ضمن أيّ مفاوضات أو صفقة تبادل قادمة.
واستدركت: "ندعو كل المؤسسات الإنسانية والمنظمات الحقوقية في كل دول العالم إلى تبنّي قضية جثامين شهداء شعبنا، والضغط على الاحتلال لاستردادها، وتشييعهم ودفنهم على ثرى الوطن، في مواكب تليق بمقامهم وكرامتهم".
وشددت على أنَّ جرائم الاحتلال ضدّ شعبنا الفلسطيني لن تسقط بالتقادم، وسيحاكم قادة الاحتلال وجنوده وجيشه كمجرمي حرب، جرّاء ما اقترفوه من جرائم ومجازر بشعة بحق الأطفال والنساء، وإنّ تلك الجرائم مهما بلغت بشاعتها، لن تزيد شعبنا إلاّ تمسكاً بحقوقه والدفاع عنها، وذوداً عن أرضه وثوابته ومقدساته.
ودعت جماهير شعبنا الفلسطيني إلى المضي قدماً في طريق الشهداء، ومسيرة الوفاء لهم وتكريمهم، والثبات على خطاهم، ومواصلة تحدّيهم للاحتلال، والتصدّي لكل محاولات تزييف الوعي وتكريس ثقافة الانهزام وطمس الهُوية، وتعزيز الانتفاضة في وجه عدوانه وإجرامه ضدّ الأرض والأسرى والمقدسات.