بمجرد أن يرد اسم المرابطة المقدسية خديجة خويص-44 عامًا- عبر وسائل الإعلام، سرعان ما تستحضر الذاكرة صورة امرأة قوية، تواجه بالكلمة مجندة إسرائيلية، جاءت مع جنود آخرين؛ لتدنيس المسجد الأقصى، أو صورة سيدة تتنقل بين حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم، تحت شجرة كبيرة مقابل قبة الصخرة.
منذ عام 2014، بدأ الاحتلال يلاحق خويص ويعتقلها، بعدما بات حضورها في باحات المسجد الأقصى يرعبهم، فهي تمثل شوكة في خاصرتهم لما لها من تأثير على المقدسيين وكل من يدعم القضية الفلسطينية وذلك بعدما وصل صيتها لكل مدافع عن المقدسات الإسلامية.
تقول خويص "للرسالة" إنها لم تعد تحصي مرات اعتقالها وإبعادها عن المسجد الأقصى، مؤكدة على أن الاعتداء عليها يزيدها تمسكاً برباطها، خاصة أنها ابنة القدس وتربت في بيت والدها على حب العقيدة والرباط، كما أكمل زوجها الدعم المادي والمعنوي لها خاصة أنه لا يحمل الهوية المقدسية فيرى أنها تؤدي دوره أيضاً.
وتذكر خويص أن التهم التي يلصقها الاحتلال الإسرائيلي بها لإبعادها عن المسجد الأقصى أو اعتقالها هي ذاتها حيث يتهمها بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، والعنصرية تجاه المستوطنين، ويصفونها بالإرهابية دوماً.
وأشارت المقدسية إلى أن التهمة الأخيرة كانت التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والوقوف بجانب سيدة تقرأ القرآن في باحة الأقصى فتعرضتا للاعتقال والإبعاد عن المسجد لأسبوع.
وأوضحت أنه في اليوم الأخير من الأسبوع سيأتي قرار من ضابط المخابرات لإبعادها عن المسجد الأقصى مدة ستة شهور، وفق ما عودنا الاحتلال.
وأشارت خويص إلى أنها تقضي فترة الإبعاد بالصلاة والرباط على بوابات المسجد الأقصى، مبينة في الوقت ذاته أن الرباط ليس بالصلوات فقط، بل بالحضور في كل زاوية وركن يمكن لأي مستوطن الدخول منه لتدنيس الأقصى.
وذكرت أنها ترابط في كل نقطة حساسة خاصة في محيط باب الرحمة حيث يقتحم منه المستوطنون المسجد، لافتة إلى أن الأدوات التي يمتلكها المرابط هي الصلاة والتكبير وتلاوة القرآن وليس أسلحة فتاكة كما الاحتلال.
وتقول خويص: "في الآونة الأخيرة أصبحنا نرابط بصمت خشية الإبعاد أو الاعتقال"، مؤكدة أن دور المرابط الريادي في هذا الزمان الحضور، خاصة في ظل محاولات الاحتلال تفريغ المسجد الأقصى من رواده.
وعن الأساليب التي يتبعها الجنود للتنغيص عليها خلال رباطها، لفتت إلى أنهم يستخدمون كلمات نابية تخدش الحياء عند الدخول والخروج من المسجد، مبينة أنها لا ترد عليهم ليس خوفاً منهم بل حياء، عدا عن مناداتها بالإرهابية والعنصرية.
وعلى صعيد تعلقها بالرباط، أكدت خويص أن والدها كان يصحبها منذ طفولتها برفقة شقيقتها وإخوانها للرباط، فالأمر عادي بالنسبة لها، لكن ما جعلها تتمسك أكثر هو مجزرة الأقصى سنة 1990 حين رأت دماء الشهداء والجرحى تنزف فتأثرت كثيراً وبقيت ترابط لإدراكها بأن الأقصى لن يتحرر إلا بالرباط فيه وعدم الاستسلام لعنصرية الاحتلال.
أما أبناؤها الخمسة وهم ثلاث فتيات وولدان، تصحبهم معها عند الرباط حال لم يكن لديهم مدارس أو جامعات، مشيرة إلى أنها تعلمهم عقيدة الرباط نظرياً وتحرص على اصطحابهم، فقد حضروا أحداث باب الرحمة والبوابات الإلكترونية وكذلك شهدوا أحداث 28 رمضان الأخيرة.
وفيما يخص دورها الريادي خلال تواصلها مع العالم الخارجي الداعم للقضية الفلسطينية، ذكرت أنها دوماً تطلعهم على آخر المستجدات التي تدور في القدس والمسجد الأقصى وتنقل صورة حقيقية عن عنصرية الاحتلال، وتؤكد أن الأقصى ليس قضية الفلسطينيين فقط بل العالم العربي والإسلامي