قائد الطوفان قائد الطوفان

لمحاولة تهجيرها

المستوطنون يقتحمون بيوت "سوسيا" ويقتلون مواشيها

غزة – مها شهوان

منذ أيام، تتعرض قرية سوسيا، في مسافر يطا جنوب الخليل، لاعتداءات المستوطنين ليل نهار، فيقتحمون البيوت ويضربون الصغار، ويطلقون النار على الكبار عند دفاعهم عن عوائلهم ومساكنهم، كما يلاحقون المواشي لقتلها في المراعي.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سوسيا لاعتداءات المستوطنين، لكن المواجهات الأخيرة كانت قاسية. هاجم 60 مستوطناً القرية فتصدى لهم الأهالي واندلعت مواجهات تخللها إطلاق المستوطنين الرصاص في الهواء ما أسفر عن عدة إصابات.      

الاعتداء الأخير كان الجمعة الماضية وارتكبته مجموعة مسلحة من مستوطني "سوسيا" المقامة على أراضي المواطنين في منطقة المسافر.

وتتعرض قرية سوسيا، التي يقطنها ما يزيد عن 500 نسمة، منذ سنوات طويلة، إلى عملية تهجير قسري ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلها الفلسطينيين، حيث أقام الاحتلال عام 1983 مستوطنة "سوسيا" على جزء كبير من أراضي القرية، وفي عام 1986 تم تهجير سكان القرية قسراً بعد أن أصدرت سلطات الاحتلال أمراً بإعلان أراضي القرية "حديقة وطنية ومتنزهاً" ومنعت الفلسطينيين من دخولها.

يقول نضال أبو يونس، رئيس مجلس مسافر يطا، سوسيا تتعرض لاعتداءات شبه يومية والهدف منها ترحيل المواطنين من القرية؛ ولأنها قريبة من الجدار الفاصل تتعرض لاعتداءات المستوطنين دوماً.

وذكر أبو يونس "للرسالة" أنه رغم محاولات السكان الدفاع عن بيوتهم وأراضيهم إلا أن المستوطنين يفاجئونهم لحظة الاعتداءات، مشيراً إلى أن دور السلطة في الدفاع عن سكان القرية محدود.

ولفت إلى أن سكان قرية سوسيا يعتمدون على الثروة الحيوانية، فيربون المواشي، لكن المستوطنين يمنعونهم من ممارسة حرفتهم بصورة طبيعية، فيقتلون الأغنام كما حدث قبل شهرين حين أطلقوا النار على المراعي في منطقة الركيز القريبة من سوسيا.

وفي الشهور الأخيرة بات واضحاً استفادة المستوطنين من حماية جنود الاحتلال لهم لاقتحام القرى الفلسطينية القريبة من الجدار الفاصل والمستوطنات ولحرق البيوت وإطلاق النار على السكان لترحيلهم كما يحدث في بُرقة وبيتا وغيرها من القرى.

وفي هذا السياق، يؤكد حمدان المدلل ناشط وعضو مجلس قروي في سوسيا، أن دور السلطة محدود في المنطقة كونها مصنفة "ج"، التي تقع، حسب اتفاقية أوسلو، التي وصفها بالفاشلة، تحت سيطرة الاحتلال، لافتاً إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تحاول الدعم عند هدم البيوت لكنه بسيط ولا يتعدى توفير الخيام لسد حاجة الناس فترة الشتاء.

وأشار "للرسالة" إلى أن هجمات المستوطنين واعتداءاتهم باتت منظمة في الفترة الأخيرة، كما أن المستوطنين أصبحوا يستخدمون إطلاق النار في مواجهاتهم بدلا من الضرب بالعصى مما يوقع العشرات من الإصابات يومياً.

ووفق المدلل، فإن المستوطنين لم يكتفوا بالاعتداء على الكبار بل يضربون الصغار وهم نيام، وحين يرد رب الأسرة عليهم يقابلونه بالرصاص الحي بحماية جنود الاحتلال.

وفي سؤال حول إذا ما ركّبت الأجهزة الأمنية شبابيك حماية لبيوت سوسيا كما فعلت في بُرقة، رد: "لا نريد أن نعيش في سجون مصغرة".

البث المباشر