منذ بداية قصة كورونا، يمنع الاحتلال الأطفال ما دون الستة عشر عاماً من الزيارة، ما يعني أن ابن الأسير الأقل من ذلك العمر لم ير والده منذ سنتين، رغم أنه أخذ التطعيم.
هذا ما قالته زوجة الأسير ماهر الهشلمون، التي مُنع ابنها عبادة من الزيارة منذ ذلك الوقت، وفق القانون (الإسرائيلي) الظالم دون أن يحرك أحد ساكناً، وكل العالم يمارس حياته بكل أريحية بعد اعتماد التطعيم ولكن أبناء الأسرى يُعذبون بصمت ولا يتكلم عنهم أحد.
قبل ستة أشهر اعتصم أهالي الأسرى، مطالبين السماح لأبنائهم بالزيارة، مؤكدين على أنهم تلقوا اللقاحات المطلوبة، مع العلم أن الزيارات تتم من خلف زجاج، وهذا بحد ذاته لا يسمح بأي احتكاك، فلماذا يضع الاحتلال الحجج والذرائع؟!
لم تعد الحياة في السجون كما هي في ظل هذا التأجج في أوضاع الأسرى منذ منتصف العام الماضي، حيث تعرض الأسرى لقمع كان هو الأسوأ، ويعيشون الآن مرحلة من الاضطهاد والحرمان على كافة الأصعدة، وبات الانفجار وشيكاً، وفي ظل هذا يُحرمون من زيارة أبنائهم بطريقة تثبت فيها إدارة السجون استهتارها مجدداً بالحقوق الإنسانية.
واستغل الاحتلال ما حدث من تطورات متلاحقة في ملف الأسرى، ما بين إضرابات متفاوتة ومروراً بعملية نفق الحرية، لتجاهل الوعود فيما يخص ملف زيارة أبناء الأسرى.
ويخشى الأطفال من عدم تحقق آمالهم في زيارة قريبة، فبعضهم محروم منذ عامين تقريبا، والحلم ليس كبيرا، هي مجرد 45 دقيقة خلف زجاج يدفعون ثمنها من ساعات حياتهم إهانة ودموعاً وتنكيلاً، ويدفع ثمنها الأسرى أضعافاً مضاعفة.
وقد ساد اعتقاد واسع لدى المسؤولين في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن برنامج زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى سيستأنف قريباً بنفس الوتيرة التي كان عليها قبل ملف كورونا، لكن ذلك لم يحدث رغم الاتصالات الكثيرة، عبر الصليب الأحمر، بين الأهالي وإدارة السجون.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، قد قال في تصريح سابق له مع نهاية العام الماضي إن هناك انفراجة متوقعة في هذا الملف، حيث عقد اجتماعاً مع الصليب الأحمر لحثه على التدخل ومطالبة سلطات الاحتلال باستئناف زيارات الأهالي في أسرع وقت ممكن.
وأشار أبو بكر إلى أن سلطات الاحتلال أبلغتهم، عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن لديها جهوزية كاملة لاستئناف برنامج زيارات الأسرى، كما أن مصادر من داخل السجون أيضا تقول إن أسرى في سجن "عوفر" وسجون أخرى قالوا إن الإدارة أبلغتهم أنه سيسمح بالزيارة قريباً.
نبال طقش، مسؤولة ملف الأسرى، في هيئة شؤون الأسرى برام الله، تقول إن "الوضع لا يزال قائما حتى اللحظة مع أن هناك عشرات الوعود منذ العام الماضي لإنهاء هذا الملف". مضيفة: "كل شيء يخضع لمزاجية الاحتلال ومرهون بالأوضاع داخل السجون، فإذا تفاقمت الأوضاع في الزنازين أثر ذلك على طريقة الزيارة، وموعدها، وإعطاء التصاريح، والسماح للأهالي.
وتلفت طقش إلى أن الزيارة قُلصت سابقاً منذ انتشار كورونا، كما تباعدت فتراتها، وقلل الاحتلال من عدد الأشخاص المسموح لهم بالزيارة في المرة الواحدة، ومنع الأطفال تحت سن الستة عشر من الزيارة كلياً، ولا يبدو أنه سيسمح لهم في الوقت القريب –على حد قولها- رغم أن الصحة أجازت تطعيم الأطفال من سن 13- 16.
وتتابع: "قبل أسبوع أعاد الاحتلال حافلة كاملة لأهالي الأسرى لأنهم لم يأخذوا الجرعة الثالثة من التطعيم، وهكذا حُرموا زيارة أبنائهم، لافتة إلى إن الأهالي دائما يدفعون ثمن مزاجية الاحتلال في التعامل مع هذا الموضوع.
وتتوقع أن الأمر لن يحل في الفترة القريبة بسبب ما تراه من تأجج للأوضاع وتضييق على الأسرى في الزنازين.