قائمة الموقع

لانتمائهم السياسي.. الاحتلال يطارد أقطاب الكتل الطلابية في بيرزيت

2022-01-11T13:21:00+02:00
غزة – مها شهوان

لا تزال طائرة الاستطلاع الإسرائيلية تحوم في محيط حرم جامعة بيرزيت، بعد يوم من إطلاق النار المكثف وملاحقة أقطاب الأطر الطلابية واعتقالهم من أمام بوابات الجامعة وعددهم خمسة، أفرج عن "وليد حرازنة" و"عبد الحافظ الشرباتي"، وأصيب "إسماعيل البرغوثي" بينما لا يزال مصير كل من "محمد الخطيب" و"قسام نخلة" مجهولاً حتى اللحظة.

كما اقتحمت قوات المستعربين وجنود الاحتلال مدخل الجامعة الشمالي وأطلقت الرصاص الحي على الطلبة، فأصابت عدداً منهم.

ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها الاحتلال حرمة جامعة بيرزيت لاعتقال طلبتها أو حتى الأساتذة منها، فهي تنجب القادة الوطنيين والعلماء في مجالات الحياة كافة، لذا يعتبرها الاحتلال شوكة في حلقه ويريد التنغيص على الطلبة من حين لآخر إما بالاعتقال أو إطلاق النار لترهيبهم.

مختصر ما جرى بالأمس كان حين تربصت جيبات الشرطة الإسرائيلية بالطلبة الخمسة لاعتقالهم، خاصة أن هذه الأيام تشهد مناسبات انطلاق العديد من الفصائل الفلسطينية، لذا يريد الحد من تلك الفعاليات الوطنية.

عبر فيديو قصير، ظهر الطالب إسماعيل البرغوثي ممثل الكتلة الإسلامية من مستشفى "تل هاشومير" بالداخل المحتل، وهو مصاب بعد اعتقاله، يطمئن عائلته على صحته.

أما وليد حرازنة، تحدث فور خروجه أنهم اعتقلوا خارج أسوار الجامعة، وكانت شاحنة بيضاء كبيرة تتربص بهم، وخلال ثوان قليلة نزل منها جنود مدججون بالسلاح فأطلقوا النار واعتقلوهم بعدما عصبوا أعينهم.

كان يظن حرزانة أن زميله البرغوثي استشهد خاصة أن المشهد الأخير كان له وهو ملقى على الأرض وينزف دماً، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف لنقله بينما بقي حرازنة وزملاؤه في الشاحنة، فيما أصيب المعتقل قسام نخلة بكسر في رجله، ثم نقل أربعتهم إلى منطقة مجهولة.

وردا على تلك الأحداث التي وقعت قرب أسوار الجامعة، ردت الأخيرة بإلغاء الإجراءات النظامية التي أعلنت عنها سابقاً بحق ممثلي الكتل الطلابية، محملة الاحتلال المسؤولية عن سلامة الطلبة.

وقبل أسابيع قليلة، وقعت جملة من الملاحقات لطلبة بيرزيت على يد الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله، فبات الطالب ملاحقاً من السلطة والاحتلال معاً على الخلفية السياسية ذاتها.

ملاحقة الطلبة داخل الحرم الجامعي لاختلاف انتماءاتهم السياسية سيؤثر على العملية التعليمية ويعيق الطلبة عن إكمال دراستهم خاصة عند تعرضهم للاعتقال لمجرد أن أفكارهم وميولهم السياسية لا تتطابق مع السلطة الحاكمة أو المحتل.

وتجدر الإشارة إلى أن الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية كانت وقود المواجهة على مدار سنوات الصراع منذ احتلال فلسطين عام 1948، وما سبقها، وأمدت تلك الحركة الثورات والمواجهات مع الاحتلال بالكفاءات والدماء في طريق تحرير الأرض.

يذكر أن الحركة الطلابية الفلسطينية مثلت رافعة حقيقية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، إذ تشير الإحصائيات إلى أن 65% من القيادات الفلسطينية أيام الانتداب البريطاني كانت جامعية، واستمر الأمر مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن غالبية قادة العمل الوطني السياسي والعسكري هم من قادة الحركات الطلابية الفلسطينية.

ويعقّب عماد غياضة، الخبير في شئون الحركة الطلابية، على ما جرى في بيرزيت من اعتقال للطلبة وإطلاق النار، بالقول "جامعة بيرزيت تختلف عن بقية الجامعات في الضفة وقطاع غزة، فهي لا سور لها بسبب التوسع في الكليات"، لذا من السهل على الاحتلال اقتحام الحرم الجامعي واعتقال الطلبة والأساتذة.

وأكد غياضة "للرسالة" أن الاحتلال الإسرائيلي منذ الثمانينيات ينزعج من احتفالات الفصائل فيلاحق القائمين عليها، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول كسر شوكة الطلبة وقمع آرائهم الوطنية عبر الملاحقة والاعتقال.

ولفت إلى أن جامعة بيرزيت تستفز الاحتلال الإسرائيلي لأنها تمنح طلبتها مساحة واسعة من التعبير وحرية الرأي، لذا طلبتها رأس حربة لمواجهة الاحتلال، وتخرج منها الكثير من القادة والمقاومين أمثال الشهيد يحيى عياش، وجلهم مارسوا النضال بكل أشكاله.

وعن الإجراءات النظامية التي ألغتها إدارة الجامعة بعد الحادثة الأخيرة، ذكر غياضة أن هناك لجنة للنظام العام تنظر في كل المخالفات التي يرتكبها الطلبة، مكونة من أساتذة ومدرسين عينهم رئيس الجامعة وفق القانون، مشيراً إلى وجود بعض المخالفات التي ارتكبها الطلبة لكن إدارة الجامعة أسقطتها بعد الأحداث.

ويجدر الإشارة إلى أن الاحتلال تنبه لأهمية الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، وتوصل إلى قناعة أن سبب استمرار المقاومة المسلحة والشعبية وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة يعود للحركات الطلابية التي تكون في طليعة أي مواجهة مع الاحتلال.

وعمل على مدار سنوات للتضييق على الحركات الطلابية، فأغلق الجامعات لأيام وأحياناً لأشهر، واعتقل قادة الحركات الطلابية، وضيقت على آخرين في الدراسة، وأخّرت تخرجهم لسنوات طويلة.

اخبار ذات صلة