قائد الطوفان قائد الطوفان

في الطريق إلى بيت لحم.. سرطان الاستيطان يسرق السياحة الدينية

الطريق إلى بيت لحم
الطريق إلى بيت لحم

الرسالة-رشا فرحات

بعد أن سرق الاحتلال سبل العيش منهم، بات تجار الأقصى العرب يعانون كساداً من جراء الضرائب التي فرضها عليهم، ومنعهم، بحجة كورونا، من فتح متاجرهم القديمة، التي كانت تنتعش في زمن السياحة الدينية إلى بيت الأقصى وكنيسة القيامة.

 تمتد مطامع الاحتلال اليوم، نحو كنيسة المهد، التي تأتي ضمن مناطق السلطة في بيت لحم، كما تقول الاتفاقيات الموقعة.

وينسل الاستيطان سريعاً، كعادته، وينهش الطريق التي تربط ما بين القدس وبيت لحم أكثر من أي فترة أخرى، وبعد أن كان يتهيأ للمشاهد أن الاحتلال يحاول عزل مدينة القدس عن المدن الأخرى، أصبح الأمر واضحاً: يريد الاحتلال أن يصل المدينة المقدسة ببيت لحم لتصبحا مدينة واحدة خاضعة له.

ورغم أن النشاط الاستيطاني قد انتشر في كل مناطق الضفة، لكن اللافت أن المشاريع الاستيطانية تركزت في العامين الأخيرين على منطقتي الأغوار طمعاً في مياهها وسلتها الغذائية، ومنطقة بيت لحم طمعاً في سياحتها الدينية التي تريد أن تستأثر بها.

منظمات الاستيطان تنشط في تلك المناطق، ويجرى تسجيل الأراضي التي يصادرها الاحتلال باسم هذه المنظمات، أو باسم ما يسمى "الصندوق القومي اليهودي"، الذي انتهى من تسجيل وضم 526 دونماً، من أراضي بلدة نحالين جنوب غرب بيت لحم، وذلك لصالح توسعة مستوطنة "غوش عتصيون".

صلاح الخواجا المختص بقضايا الاستيطان، لفت إلى أن الهدف من هذا الاستيطان المتغول هو ضم بيت لحم إلى القدس، كما ضم من قبلُ يافا الى تل أبيب، مستغلاً عدد المستوطنين في بيت لحم الذي يساوي عدد الفلسطينيين فيها.

ويضيف: "هذا مؤشر خطير على التغول الاستيطاني، ولا أستبعد أن يأتي يوم تعلن فيه (إسرائيل) عن جدار تحت حجج اعتباراتها الأمنية وتعلن فيه عن ضم كنيسة المهد إلى مسؤوليتها والممارسات على أرض الواقع تؤكد هذا التوجه"

ويذّكر الخواجا بأن الاحتلال مدد التوسع في كل منطقة الريف الجنوبي والغربي، وعزز الاستيطان على مناطق بيت لحم بصورة لافتة، كما أن العلاقة بين الجدار وبوابته الرئيسية بعيد عن كنيسة المهد بأقل من كيلو، وبالتالي يمكن القول إن الجدار في منتصف بيت لحم.

ومن ممارسات الاحتلال يقول الخواجا إنه بدأ يضايق السياح الداخلين إلى بيت لحم، كما يستثمر في ذلك من خلال عروض الفنادق وأسعار البضائع، كما يحرص الاحتلال على ألا يدخل أي حاج مسيحي إلى بيت لحم وهو يحمل زجاجة ماء من أي متجر فلسطيني.

ويرى الخواجا أن الاحتلال حرم السلطة بصورة كاملة من الاستفادة من السياحة الدينية، وبيت لحم قطعاً هي الهدف القادم للاستيطان، لأن الاحتلال يعد أراضي الضفة محل نزاع، فالاحتلال لا يحترم أي اتفاقيات.

البث المباشر