قائد الطوفان قائد الطوفان

بتيري يا باذنجان ... يا قطعة من الجنة

صورة تاريخية لمزارعات بتير يحملن الباذنجان لبيعه في أسواق القدس
صورة تاريخية لمزارعات بتير يحملن الباذنجان لبيعه في أسواق القدس

الرسالة نت

رشا فرحات

أسمها بتير، وإليها يعود الباذنجان البتيري، الذي زرعه فلاحو القرية واستأثروا بنسب الاسم لهم، وفيها من القصور الأثرية ما جعلها اسمًا ضمن الأسماء التي ضمتها اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي، ولكنها على لائحة قائمة "التراث العالمي المهدد" بسبب وجودها على مسار جدار الفصل العنصري.

 

بتير هناك، في جنوب القدس، وعلى بعد ثمانية كيلو مترات، ظهرت منذ قديم الأزل، بين مخيم بيت لحم والقدس بمساحة 420 دونما، بين الولجة وجالا وحوسان والخضر والقبو ، متوسطة قرى القدس .

وفيها ضمن أثار تاريخية قديمة بعض من سكة حديد يافا القدس التاريخية والباقية من أثار العثمانيين والتي بنيت من 1905، ثم صادرها الاحتلال، واستعملها كسكة حديد له بكل ما للمحتل من صفاقة.

 

تملأ عيون الماء أراضي بتير، وتبعث حياة في الشجر والبشر، التي تحتضن المباني التاريخية القديمة والقصور والقناطر والحارات المتلاصقة بمباني رومانية تنعش روح المار بين أزقتها، التي تحكي قصص حكايات هي الأخرى كحارة "السبع أرامل" المشهورة .

 

وبتير شهيرة بالمواقع الأثرية التي تعود لمئات السنين تدل على تعاقب الحضارات العربية والرومانية والبيزنطية، وتحكي قصص أمراء ودول مروا جميعا من هنا، منها ما هو كنعاني وروماني وبيزنطي، فهنا أثار لقلعة من العصور الكنعانية وحمام قديم روماني تاريخه.

كما يوجد في القرية حوض ماء يقال بأن سيدنا إبراهيم شرب منه شربة مباركة في طريقة لمدينة الخليل، ومسجد آخر يحكي قصة عمر بن الخطاب حينما مر من هنا وصلى، وبني في مكان صلاته مسجد سمي باسمه.

 

أما قصة الباذنجان البتيري فهي ما يمز بتير، باذنجان تاريخي هو الآخر، وكأن الأسماء الخضراء خلقت من سلة خضروات فلسطينية، فهناك برتقال يافا، وعنب الخليل، وموز أريحا ، وهناك زيت بيت جالا وهو من أغلى الزيوت في العالم، وهناك خس رطب المذاق في قرية ارطاس، وفقوس ساحر في بيت ساحور، وبالطبع " بتيري يا باتنجان بتير "

 

وهكذا ومنذ قديم الأزل، ويوم كانت فلسطين جزء من أرض واحده اسمها الشام، كان باذنجان بتير يمر على مدن وقرى الشام، و ظل المنادي يبيع بضاعته ويروج لها :" بتيري يا باذنجان" حتى أصبح للحبة الكبيرة البنفسجية اللون، والتي تزين طاولات الشام اسم ملاصق "الباذنجان البتيري" .

 

في بتير الكثير من الصور، باذنجان، وقصور قديمة، وسكة قطار أقدم، وعيون ماء باردة، وتاريخ أوطان كثيرة، سرقها الاحتلال في لحظة، وباتت مهددة بالضياع.

البث المباشر