مرّ المنخفض الجوي هادئاً على مزارعي قطاع غزة، رغم الأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة التي لحقت بالغزيين ومنازلهم.
وعانى الغزيون من أمطار غزيرة ألحقت بعض الأضرار في منازلهم المهترئة، في وقت لا تزال البنية التحتية تعاني من آثار العدوان (الإسرائيلي) الأخير على غزة في مايو الماضي.
وتكشفت عورة البنية التحتية، في وقت هبّت فيه البلديات لمعالجة ما يمكن من الأضرار بصورة عاجلة، وسحب الأمطار من التجمعات وإغاثة المتضررين.
أضرار محدودة
بدوره، أعرب المزارع خالد العطار من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، عن سعادته لانتهاء المنخفض دون أضرار على محصول الفراولة في مزرعته.
وقال العطار لـ "الرسالة نت" إن الاحتياطات التي اتخذها قبيل المنخفض حالت دون الخسائر، رغم تخوفاتهم من كساد المحصول بسبب كمية الأمطار الكبيرة.
وأوضح أنه اتخذ الإجراءات اللازمة من وضع السواتر الرملية، وتغطية "الحمامات" جيداً، ومتابعة مجرى تصريف الأمطار وغيرها من الإجراءات المطلوبة.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، المهندس أدهم البسيوني، أن الأضرار محدودة على المزارعين في قطاع غزة، بسبب الجهوزية الكبيرة من المزارعين والإرشادات والمتابعة من وزارة الزراعة.
وقال البسيوني في حديث لـ "الرسالة نت": "كميات كبيرة من الأمطار هطلت على قطاع غزة، ولكن الأضرار كانت محدودة بسبب المتابعة المسبقة والآنية من وزارة الزراعة في مناطق القطاع كافة".
وأوضح أنه حتى صباح الأحد، هطلت كمية 113 مل، "وهي كمية كبيرة مقارنة بالمتوسط، لتسجل الأمطار عدد 18 يوما ممطرا".
وأشار إلى أن نسبة هطول الأمطار مقارنة بالمعدل السنوي العام بلغت 59%، "ولا يزال الموسم في منتصفه".
وتوقع المتحدث باسم الزراعة، أن تتجاوز نسبة الهطول المعدل السنوي العام، مع نهاية موسم الشتاء الحالي.
وتذمر من التهويل الحاصل في وسائل الإعلام الاجتماعي، مؤكدا أنه لا أساس له من الصحة على أرض الواقع.
وأكد الخبير الزراعي، نزار الوحيدي، أن هطول الأمطار الذي صاحب المنخفض الجوي، ساهم بتغذية الخزان الجوفي بالمياه العذبة، وأفاد المزروعات الحقلية والأشجار.
وقال الوحيدي في تصريح صحفي: "المزروعات الحقلية كالقمح والشعير الأكثر استفادة من مياه الأمطار خاصة المزروعة في الأراضي الشرقية للقطاع التي يعيق الاحتلال وصول المزارعين إليها".
وأوضح أن سقوط الأمطار فرصة للمزارعين الذين يقيمون بركا تجميعية للاستفادة من مياهها في أعمال الري لاحقا، مشيرا إلى أن الأمطار تساهم في تغذية الخزان الجوفي بالمياه العذبة، وتقلل من نسب الملوحة فيه.
ويجدر الإشارة إلى أن وزارة الزراعة، أصدرت عدة نشرات إرشادية للمربين والمزارعين لتفادي مخاطر المنخفض، مثل الـتأكد من عدم وجود ما يعيق مجاري المياه وفتح القنوات حول المزارع والـتأكد من تصريفها لمياه الأمطار والسيول.
وكذلك عدم إغلاق الدفيئات بالكامل وفتحها جزئيا من الجهة المقابلة للرياح لتخفيف الضغط على هيكل الدفيئة وعمل فتح جزئي من الجهة المقابلة.
وخلال الأيام الجارية، تحذر وزارة الزراعة من خطر تشكل الصقيع في ساعات الصباح الأولى، بسبب برودة الأجواء.