الرسالة نت - وكالات
أكد الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل أن مشروع توريث الحكم في مصر "أصبح صعبا في الظروف الحالية"، مشيرا إلى أن "الرئيس مبارك شخصيا يرى أن موضوع التوريث فيه بعض المخاطر على نجله جمال مبارك ولذلك لا يريد أن يضعه في مثل هذه الظروف خوفا عليه".
وأشار هيكل في حديثه لفضائية "الجزيرة" مساء الخميس بأن هناك أصوات من الحرس القديم في الحزب الوطني تنصح بعدم توريث الحكم وتحذر من خطورة الدفع بجمال مبارك للرئاسة في هذه الظروف، رغم دعوات بعض الأصوات الموجودة داخل الحزب التي تنادي بضرورة التحديث والتغيير .
وأضاف هيكل أن الأوضاع أصبحت أكثر اضطرابا في مصر بسبب حالة الجفاف التي أصابت الشارع السياسي في مصر والعالم العربي.
وأكد "يحتاج المصريون لفترة انتقالية وحالة من التغيير في القيادات الحاكمة لملئ هذا البحر الجاف".
وقال هيكل "إن بحر السياسة في مصر جف في الفترة الأخيرة خاصة بعد فقدان الأحزاب المعارضة لهويتها وعدم إقناعها للجمهور بمعارضتها" .
وانتقد الطريقة التي تعاملت بها الصحف الرسمية مع الدكتور محمد البرادعي بعد إعلانه عن الترشح للرئاسة المزمع إقامتها عام 2011، مؤكدا ان البرادعي كان يغتال يوميا على الصحف الحكومية ولم تعطه هذه الصحف ولا النظام الحاكم حقه كرجل حصل على جائزة نوبل وشرف مصر في المحافل الدولية.
وتساءل: كيف نعامل البرادعي بهذه الطريقة لمجرد انه فكر في الترشح للرئاسة وينادي بالتغيير بصرف النظر عن قدرته على تحقيق ذلك أم لا؟.
لافتا إلى دعوة بعض المؤيدين للبرادعي بالانضمام إلى حملته لكنه رفض لعدم إحراج الرجل الذي أكد انه ظُلم كثيرا في مصر بعد إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
ولفت إلى أن الزعيم الصيني ماوتستونغ حينما دعا إلى التغيير استجاب له العقلاء وتقدمت الصين وتوصلت إلى ما هي عليه الآن من التقدم، أما نحن فالبعض ينظر إلى التغيير على انه سبة يجب التبرؤ منها.
ونصح النظام الحاكم في مصر أن يترك الناس تعبر عن أفكارها وإرادتها ليمتلئ بحر السياسة الفارغ من خلال عودة الحوار وإنشاء كيان أخر غير "الحزب الوطني" يساعد على التغيير والتجديد، لافتا إلى أن الحزب الوطني هو نسخة قديمة من "حزب مصر" الذي لم يعجب السادات وطالب بإنشاء حزب أخر فانتقل جميع أعضاء حزب مصر إلى الحزب الوطني.
واستنكر هيكل تقرير مركز حقوق الإنسان الذي أدان قيام الأمن المصري بقتل 85 إفريقيا خلال العام الماضي لمنعهم من التسلل إلى إسرائيل، متعجبا كيف تقبل مصر بهذا التقرير ولم ترد عليه وكيف يقوم الأمن بقتل هذه الأعداد من الأفارقة من اجل الحفاظ على أمن إسرائيل، لافتا إلى أن مصر فقدت مصالحها مع كل دول الجوار الإفريقية والعربية وضحت بجميع جيرانها من اجل الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل.
وفى حديثه عن حراك جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، قال هيكل إن سببها هو قدرتهم على تعبئة الجماهير من خلال الشعارات الدينية التي يستخدمونها خاصة وإنهم يخاطبون العامة بنداء الإسلام.
وأضاف أن الـ 88 نائبا المنتمين للجماعة في البرلمان السابق لم يستطيعوا أن يقدموا شيئا جديا في الحياة السياسية كما أنهم لم يقدموا المرجو منهم في خدمة العامة إما لتقصيرهم أو لتصدي النظام الحاكم لهم.
وأشار إلى أن الإخوان انفردوا عن غيرهم من الأحزاب السياسية بسبب حالة الجفاف الواضحة في العملية السياسية خاصة عند أحزاب المعارضة كما لفت إلى أن انقسام التيارات السياسية في مصر ما بين مجموعة السلطة ومجموعة المال اثر على مستوى المشاركة السياسية في مصر، ومن ثم سمح للإخوان الظهور بشكل اكبر.
وحذر هيكل من إطفاء بعض الأنوار المتوهجة في حرية الصحافة والتعبير، لافتا إلى أن هناك تيارات كثيرة في النظام الحاكم تسعى من خلال ضغوطها على الصحف والفضائيات بممارسة بعض أنواع الإرهاب عليها من اجل الحد من حالة الحرية التي تعيشها.
كما أشار إلى انه تعرض شخصيا لحالة من الحرج مع بعض الصحف التي يكتب لها أو يحاورها حيث تعرضت لتهديدات بإغلاقها إذا سمحت له بالكتابة فيها مما جعله يبتعد عن مصر طيلة هذه الفترة.
وأكد أن الحراك الإعلامي والصحفي في مصر لا يكفي لإحداث حراك سياسي خاصة وانه كلام بلا اثر رغم ما تتمتع به مصر من بعض الحرية التي لا تجدها في كثير من الدول العربية.