منذ 60 يوماً، يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي على قرية دير نظام الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، حصاراً مشدداً ويغلق جميع مداخل القرية ويمنع الدخول والخروج منها لغير ساكنيها.
القرية التي يقطنها قرابة 1500 مواطن فلسطيني، نجح الاحتلال في تحويلها إلى سجن كبير تحيط به المكعبات الإسمنتية من كل المداخل؛ في محاولة لكبح مقاومة القرية ومساندة شقيقاتها من القرى المجاورة ضد اعتداءات الجيش ومستوطنيه.
ولتعزيز حصارها، أغلق الاحتلال أيضاً طريقاً زراعية، يسلكها الأهالي، بالسواتر الترابية بالإضافة لإغلاق مدخلين آخرين بالبوابات الحديدية والأسلاك الشائكة، ولم يبق أمام السكان سوى المدخل الرئيسي الذي أقام عليه الجنود الإسرائيليون حاجزاً عسكرياً دائماً منذ شهرين.
ويأتي هذا الحصار تزامناً مع اعتداءات المستوطنين على قرية دير النظام وغيرها من القرى الأخرى، لا سيما وأن "مستوطنة حلميش" مقامة على أراضي القرية وقرية "النبي صالح" المجاورة، مما يجعل سكانها عرضة لهمجية قطعان المستوطنين بشكل متكرر، وهو ما يدفعهم إلى المقاومة والدفاع عن أنفسهم.
عقاب جماعي
ويؤكد الكاتب والناشط السياسي عطية جوابرة من القرية، أن حصارها يأتي في إطار العقاب الجماعي الذي يفرضه الاحتلال عليها وعلى القرى والبلدات الأخرى في ظل تصاعد المقاومة وحالة التضامن الشعبي وصد اعتداءات المستوطنين.
ويوضح جوابرة في حديثه لـ"الرسالة" أن جيش الاحتلال يحاول خلق حالة من التعايش بين المستوطنين وأهالي القرية التي تقبع على أراضيها مستوطنة حلميش ويحاول فرض أمر واقع على السكان.
ويبين أن هذا الحصار المشدد عقاب للقرية على صحوة جماهيرها ومساندتها للقرى الأخرى ومحاولة كي وعي المواطنين لثنيهم عن مقاومة جيش الاحتلال ومستوطنيه.
ويشدد على أن استمرار حصار القرية سيحولها إلى برميل بارود قابل للانفجار، في ظل استمرار جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني.
ويصف رئيس المجلس القروي نصر مزهر حصار القرية بالقول "منذ شهرين ونحن نعيش في سجن، الجنود يتحكمون بفتح الحاجز وإغلاقه حسب مزاجهم".
ويضيف مزهر في حديث صحفي أنه وفي بعض الأيام لا يتم فتح الحاجز إلا بعد العاشرة صباحا، وهذا يعني حرمان الموظفين والطلبة من الوصول إلى عملهم ومدارسهم وجامعاتهم كالمعتاد، وفي أيام أخرى، يُغلق الحاجز في وقت مبكر، ليحرم من هم خارج القرية من العودة إليها، هذا بالإضافة إلى التفتيش الدقيق للمركبات والركاب.
ويشير إلى أن "مستوطنة حلميش" هي السبب في إغلاق القرية، بعد أن حوّل مستوطنوها حياة أهالي المنطقة إلى جحيم، وأن "الاعتداءات على السكان ومنازلهم ومواشيهم وأراضيهم الزراعية لا تنتهي، وكل ذلك بحماية جنود الاحتلال".
ويسترجع مزهر (57 عاما) حياة القرية قبل إقامة المستوطنة الإسرائيلية عام 1978، فقد كانت المنطقة عبارة عن محمية طبيعية مزروعة بالأشجار، ومتنفس للأطفال ويرعى فيها المزارعون مواشيهم، خاصة أنها تحتوي على ينابيع تتدفق من مياه الأمطار.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت الثلاثاء، مدرسة دير نظام الأساسية شمال مدينة رام الله، واعتقلت طالبين واعتدت على الهيئة التدريسية.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الطالبين رامز محمد التميمي، وأحمد عبد الغني التميمي، من داخل غرفة الصف بالمدرسة، واعتدت على الهيئة التدريسية التي حاولت التصدي لهم.
وأشارت إلى وجود آثار دماء بعد اقتحام قوات الاحتلال لأحد الصفوف في المدرسة واعتقال الطالبين.