تحاول السلطة في رام الله، إيجاد آليات لعودة العلاقات مع الحكومة (الإسرائيلية)، رغم رفض الأخير في أكثر من مرة مقابلة قيادة السلطة.
وباتت اللقاءات العلنية بين الطرفين بمثابة إنجاز سياسي وفخر، كما فعل القيادي في حركة فتح حسين الشيخ، حين نشر على صفحته على موقع "فيس بوك" خبر لقائه مع يائير لبيد.
وعادة ما تؤكد قيادة الاحتلال والإعلام العبري، أن اللقاءات الثنائية بين السلطة و(إسرائيل) تبحث قضايا اقتصادية وأمنية فقط، "إلا أن السلطة تحاول تسويق إنجازات وهمية سرعان ما يكتشف الشارع الفلسطيني أنها سراب".
ضغط إسرائيلي
ودعا وزير الحرب (الإسرائيلي)، بيني غانتس، السلطة الفلسطينية لتصعيد حربها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، مقابل تعزيز علاقاتها مع سلطات الاحتلال.
وقال غانتس إن حكومته لن تدفع بالعملية السياسية مع الفلسطينيين قدماً، وإنما ستركز على تحصيل "مصالحها الأمنية والدولية".
وأضاف: "شئنا أم أبينا، السلطة هي القيادة المعترف بها لجيراننا، وعلى مر السنين، في جميع الحكومات الإسرائيلية، كان لدينا تنسيق وتعاون معها منذ إنشائها".
وشدد على ضرورة أن تصعّد قيادة السلطة من المعركة الأمنية على فصائل المقاومة ونشطائها في الضفة، من أجل المضي قدماً وتطوير العلاقات مع (إسرائيل).
كما اشترط غانتس على السلطة، "وقف رواتب الأسرى ومخصصات ذوي الشهداء، ووقف الإجراءات الدولية ضدنا -محكمة لاهاي-"، لتعزيز التعاون بين السلطة والحكومة الإسرائيلية.
بدوره، أكد مؤمن مقداد، المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أن غانتس هو جزء من حكومة مليئة بالتناقضات، "ولذلك لا يمكنه أخذ القرار وحده، ولكن الجميع يتفقون على عدم تقديم أي حلول سياسية تُشعر السلطة بالإنجاز وأن الاحتلال يساوم على حلول اقتصادية فقط".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "غانتس يرى أن تعزيز العلاقات مع السلطة يجب أن يزيد خلال الفترة المقبلة، بهدف الحفاظ على أمن المستوطنين في الضفة، وكبح قوة حماس والمقاومة".
وأضاف مقداد: "الحكومة الإسرائيلية تدرك أن السلطة بحاجة لتقديم المزيد من التنازلات، كمنع دفع أموال الشهداء والأسرى، وكذلك في حال أقدمت السلطة على أي خطوات جدية في المحفل الدولي ضد (إسرائيل)".
وتحدث غانتس عن لقائه برئيس السلطة محمود عباس في رام الله، قائلاً: "أجريت لقاءً علنياً في رام الله وروش هعاين، بحثنا التعاون الأمني، وتقوية الاقتصاد، وطالبت بمقابل لكل ذلك".
وأكد وزير الحرب (الإسرائيلي) أن الضعف المستمر للسلطة، وإخفاء التعاون الأمني بين الطرفين، عزز من قوة حماس، وأضر بأمن إسرائيل، وفشل على الأرض".
وعدّ أن تعزيز العلاقات مع السلطة، "مع الالتزام بمواقفنا المبدئية" يسهم أيضاً في تعزيز علاقاتنا السياسية والأمنية".