في مخيم قلنديا، قبل أسبوع، شعر فهمي حمد بأنه يختنق، بعد أن أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز. في البداية أسعفه الأطباء وعاد إلى منزله، ولكن ضيق الأنفاس لم يفارقه حتى لم يعد يستطيع التنفس، تشنج ودار حول أمه دورتين، ليرتقي شهيداً.

فهمي حمد الذي يعشق القدس وهواءها، لم تحتمل رئتاه نسيمها، بعد أن اختلط بالغاز السام الذي أُطلق نحو المركز الصحي ومدخل المخيم، وكان حمد البالغ من العمر 57 عاماً، ينتظر دوره ليتلقى العلاج.

حمد مريض بالسكر، وكان مواظباً على غسيل الكلى في عيادة المخيم بانتظام، حينما جاءت كتيبة من جنود الاحتلال وأطلقوا الغاز السام المسيل للدموع نحو المخيم فطال أنفاس المرضى في صالة الانتظار داخل العيادة، وأسرع طاقم الأطباء لنقله بسيارة إسعاف لأقرب مستشفى ولكن وضعه كان حرجاً.

تقول أمه: "عاد إلى البيت لساعتين بعد إسعافه، ولكن وضعه لم يكن مستقرا، ما استدعى أن ينقله شقيقه مرة أخرى إلى المستشفى وهناك فارق الحياة"، علما بأن فهمي ليس الشهيد الأول لعائلة حمد، فقد سبقه شقيق له في عام 2002".

ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد فهمي حمد، الذي ارتقى جراء واحدة من جرائم الاحتلال التي يقوم بها جنوده على أبواب المخيم وفي كل أزقة المدينة المقدسة.

وفي التعقيب على استشهاده، قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة في بيان نعي، إن جرائم القتل (الإسرائيلية) تتواصل جنبا إلى جنب مع سياسة هدم بيوت المقدسيين وتشريدهم كما جرى مع عائلة كرامة في بلدة الطور، مؤكداً أنها لن تنجح في تحقيق أهدافها بتفريغ القدس من أهلها الصامدين، وإنها لن تسقط بالتقادم.

وأشار حمادة إلى أن هذه الجرائم هي امتداد لجرائم الاحتلال المتواصلة منذ احتلال فلسطين وما رافقها من تدمير للقرى ومذابح بحق المرضى والنساء والأطفال والعجائز.

وكانت قد اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، يوم الإثنين الماضي.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال، التي اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة، اعتقلت الشاب أحمد امطير خلال المواجهات التي اندلعت في قلنديا، بعدما اعتدت عليه بالضرب المبرح، وزجت به في إحدى عرباتها العسكرية.

وأظهرت مشاهد مصورة إغلاق قوات الاحتلال المدخل الرئيسي للمخيم، وقد منعت حركة المركبات والمواطنين من الدخول والخروج إلى المخيم.