كشف مقربون من الشهيد فادي أبوشخيدم، أمس الأربعاء، عن وصية كتبها الشهيد لإخوته ورفاقه في درب المقاومة قبل 18 يوما من استشهاده، في الثاني من تشرين الثاني من العام الماضي.
وكان الشهيد المربي فادي أبو شخيدم ارتقى شهيدا برصاص الاحتلال في باب السلسلة بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة بتاريخ 21 تشرين الثاني من العام الماضي، بعد أن نفذ عملية إطلاق نار بطولية، ما أدى إلى مصرع جندي إسرائيلي وإصابة آخرين.
وكتب الشهيد لإخوته ورفاقه: “عملنا سويا لهذه اللحظة ولسنوات طويلة لا يعلم بظروفها وأهوالها الا الله، ثم أنتم أحبتي، فرغم قلة العدد والعدة، والنصير والعون إلا أننا ثبتنا ولله الحمد والمنة”.
وأضاف “ها أنا اليوم أرحل عنكم ويعز علي الفراق لكن عزائي أن لقاءنا في الجنة ان شاء الله، فأوصيكم بالثبات على الطريق وسرعة الرد والتضحية والفداء قبل نزول هادم اللذات ومفرق الجماعات، فوالله ان الشرف الحقيقي لمن يستطيع أن يحدد موته بأن يقبل عند الله شهيدا”.
وخاطبهم بقوله: “أحبتي تعلمون أن حب الجهاد والشهادة خالط دمي وجسدي حتى أني أحلم بالشهادة منذ سنين لكن قدر الله غالب، وحكمة الله عظيمة، وأعلم أن حالي وحالكم في حب الشهادة واحد، بل إن بعضكم أشد مني حبا، لكنه اختيار الله وتوفيقه، جعلنا الله فداء لدينه ورسوله ومسرى نبيه صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف: “وها أنا أكرر كلماتي وأختم بها حديثي معكم إن حياتكم الجهاد وراحتكم في الجهاد وعزكم في الجهاد وسعادتكم في الجهاد، فداوموا التقرب إلى الله والاستعداد الايماني والعسكري حتى نلقى الله”.
وذيّل الوصية بقوله: “أودعكم وكلي شوق للقاء مع المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحبتكم أحبتي، أخوكم وشيخكم الشهيد الحي بأذن الله فادي محمود أبو شخيدم، 15 ربيع الثاني 1443هجري /2 – 11 – 2021”.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت، الثلاثاء الماضي، منزل الشهيد أبو شخيدم يدويًا، وأغلقته بشكل كامل.
وأبو شخيدم (42 عامًا) هو أسير محرر سابق من سجون الاحتلال، حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، يعمل مربياً ومدرساً للتربية الإسلامية في مدرسة الراشيدية بالقدس.
ويعدّ من روّاد وشيوخ المسجد الأقصى المبارك وأحد أعلام المرابطين في ساحاته، كما عمل خطيباً لعدد من المساجد في مدينة القدس، إضافة لكونه أحد وجهاء وأعلام وقادة حركة حماس في مخيم شعفاط.