تظاهر الآلاف، يوم الأحد، وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة؛ احتجاجًا على غلاء الأسعار بفعل فرض الحكومة ضرائب جديدة على السلع، بالإضافة إلى استمرار الفلتان الأمني في المدينة.
وهتف الآلاف، الذين تجمعوا على دوار ابن رشد، "عيش حرية عدالة اجتماعية"، "بدنا نعيش"، "لا للغلاء ونعم للأمن والأمان"، "ارحلوا".
وانتقد متحدثون خلال التظاهرة زيادة الضرائب على السلع الغذائية، وما ترتب عليها من غلاء "فاحش" في الأسعار.
وأكدوا أن الحكومات تلجأ في حال غلاء الأسعار إلى دعم السلع الأساسية، لكن الحكومة الفلسطينية لم تفعل ذلك، بل زادت الضرائب.
وطالبوا بتحقيق مطالبهم، وأبرزها وقف جميع أنواع الضرائب الجديدة، وخفض الأسعار على المواد الغذائية، ومحاربة الفساد.
وهدد المتحدثون بتصعيد احتجاجاتهم في حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم.
وقال أحد المتحدثين: "إحنا مش بس اليوم هنا، في أي لحظة ممكن نكون هنا، بدنا نعيش"، مشيرًا إلى أن "السلطة بُنيت من جيوب المواطنين".
وأضاف "كبار وعشائر الخليل إذا نوت بتحكم فلسطين كلها، وهي أكبر من أي حكومة في البلد".
وطالب متحدث آخر بمكافحة الفساد الذي برز منذ قانون الضمان الاجتماعي إبان حكومة رامي الحمد الله.
لكنه قال إن حكومة محمد اشتية زادت على "ظلم" الحكومة السابقة باعتقال أبناء الخليل وزجهم في السجون، "ونفذت أكبر جريمة بقتل نزار بنات".
وتساءل متحدث ثالث عن سبب عدم إجراء الانتخابات الشاملة، مؤكدًا أن المجلس المركزي المقرر عقده اليوم في رام الله، "لا يمثلنا ولا يمثل الشعب الفلسطيني".
وقال: "فقط يمثلنا عندما يكون سلطة شرعية منتخبة".
وهاجم المتحدثون اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة بين السلطة والاحتلال، والتي ألزمت الحكومة بفرض ضرائب كالتي تفرضها "إسرائيل".
ودعا المتظاهرون والمتحدثون إلى رحيل الحكومة التي قالوا إنها ضغطت على قوت الشعب، وأفقرته.
كما عبّر المشاركون عن غضبهم من الفلتان الأمني المستمر في المحافظة، داعين إلى وضع حد سريع له.
وأكد المشاركون أنهم يتظاهرون بسلمية، وقال أحد المتحدثين: "نحن نحافظ على الأمن والنظام أكثر من أهل الأمن والنظام".
وشرع أصحاب الشاحنات في محافظات الضفة، صباح الأحد، بإضراب في قطاع النقل التجاري، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة.
وأفاد مراسلو وكالة "صفا" بأن سائقي الشاحنات وحافلات النقل العمومي نظموا وقفات بشاحناتهم في عدد من المحافظات، رفضًا لارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية جراء الضرائب.
وأعلن أصحاب الشاحنات عن تنظيم مسير بشاحناتهم داخل المدن خلال ساعات النهار، تعبيرًا عن استيائهم جراء رفع أسعار المحروقات وزيوت الشاحنات والضرائب.
وشهدت محافظتي الخليل ونابلس منذ ساعات الصباح تجمعات للشاحنات ووقفات احتجاجية في عدة أماكن وإغلاقات للطرق، في رسالة من أصحاب الشاحنات لضرورة خفض الأسعار التي ارتفعت بشكل كبير مطلع شهر فبراير/ شباط الجاري.
وكانت قطاعات شعبية ونقابية دعت للمشاركة اليوم في فعاليات احتجاجًا على فرض الحكومة ضرائب "باهظة" تسببت في "غلاء فاحش" بالأسعار.
ومنذ بداية عام 2022 الجاري رفعت وزارة المالية نسبة الضرائب على السلع الأساسية والمواد التموينية، الأمر الذي وضع المواطنين أمام موجة من الغلاء.
وسمح قرار المالية المرتبط باتفاقية باريس الاقتصادية مع الاحتلال للشركات والتجار برفع الأسعار دون رقابة، في وقت ألزمت حكومة الاحتلال الشركات والتجار الإسرائيليين بعدم رفع الأسعار.
وأثارت هذه الضرائب احتقاناً واسعًا بين المواطنين ونشطاء حركة المقاطعة لبضائع الاحتلال الذين طالما أكدوا أهمية دعم المنتج الوطني وعدم شراء منتجات الاحتلال الإسرائيلي.