قائمة الموقع

بعد اقتحامه مجدداً.. هل تعود مواجهات باب الرحمة؟

2022-02-07T12:12:00+02:00
غزة-رشا فرحات

اقتحمت عناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، مقر لجنة الزكاة في المسجد الأقصى المبارك، والواقعة في منطقة "الخلوة" فوق باب الرحمة بالمسجد الأقصى، وأقدمت على تخريب الحواسيب والملفات الموجودة بالمكتبة، وأغلقت سطح باب الرحمة بأقفال وسلاسل حديدية.

جاء هذا الاقتحام بعد عدة ساعات من اعتقال مديرها خالد الصباح أبو سنينة، ونجله مصعب من منزلهما في صور باهر، ومصادرة مفاتيح مقر اللجنة.

وهددت مخابرات الاحتلال جميع الحراس الموجودين في المقر ومحيطه باعتقالهم في حال صوروا ما حصل، وهذا ما يؤكد خوفه من الإرادة الشعبية، وحرصه على منع نقل صورة ما يحصل في الأقصى إعلامياً.

الكاتب المختص بقضايا القدس زياد ابحيص يرى أن ما حصل يفتح باباً خطيراً لتدخل محاكم الاحتلال، وإمكانية أن تصدر قراراً بإغلاق الخلوة وسطح باب الرحمة ضمن مجريات قضيتها التي تعمل على اختراعها حالياً، وهو ما ينعش آمال التقسيم المكاني للأقصى من جديد عند المتطرفين الصهاينة.

ويذكر بحيص أن هذه الطريقة سبق أن استخدمها الاحتلال في إغلاق باب الرحمة أول مرة، حين استهدف لجنة التراث الإسلامي التي كانت تتخذه مقراً لها، ومن ثم أمر بتجريمها كمنظمة إرهابية، وبإغلاق مقرها، ومن هنا بدأ مسار طوله 16 عاماً من التعويل على قضم مصلى باب الرحمة والساحة الشرقية للأقصى.

ويقول بحيص: "هذا يقتضي يقظة شعبية لما يحصل على سطح باب الرحمة، ورفض إغلاقه تحت أي ضغط صهيوني، ويستدعي من الأوقاف الإسلامية أن تصدر توضيحاً مسؤولاً يضع الأمة في صورة ما يحصل في أقصاها".

ويؤكد أن المعركة على التقسيم المكاني انطلاقاً من باب الرحمة معركة مفتوحة لم تغلق، ويجب الحرص على إعماره بالصلاة والرباط على الدوام".

الدكتور جمال عمرو من القدس لفت إلى أن باب الرحمة المكون من بابين "الرحمة والتوبة" وفوقهما خلوة قديمة كان قد استخدمها الشيخ أبو حامد الغزالي لإنجاز بعض من كتبه المشهورة، بالإضافة إلى دونمات فارغة تتبع المصلى، ويقتحمها الاحتلال بين الوقت والآخر لأداء صلواته المزعومة.

وينوه عمرو إلى أن الاحتلال حاول جس نبض الشارع المقدسي بهذا الاقتحام المفاجئ، وحينما استشعر هبة الجماهير ليلاً وبدأ المقدسيون يتداولون الخبر ويحشدون للرباط على باب الرحمة ويطالبون برد الهجمة وكسر الأقفال وإعادة مفاتيح المكان، تراجع وتوصل إلى اتفاق سري مع الأوقاف لإعادة مفاتيح وملفات المكان القديم، التي كانت تحوي سجلات تبرعات لجنة الزكاة.

ويرى عمرو أن الاحتلال سيعاود الكرة ويحاول التحرش بباب الرحمة مرة أخرى، لأنه لا يكل ولا يمل – حسب تعبيره- في ظل تراجع إدارة عمل الأوقاف في الفترة الأخيرة.

اخبار ذات صلة