انتقدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني من الطبقية وفقدان الدافعية القتالية لعناصره الذين يبحثون عن الخدمة في الأماكن الأقل خطورة وأكثر منفعة.
وأوضحت في افتتاحيتها التي كتبها يوسي يهوشع، أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، اختار قبل نحو أسبوع الحديث عن "مسألة متفجرة بالجيش، بلدات المحيط مقابل المركز في توزيع العبء في الخدمة القتالية"، منوها إلى أن "الاستعداد للقتال لا يوجد بين المتجندين من الطبقات الاجتماعية-الاقتصادية العليا أو ممن يسكنون في مركز البلاد".
وذكرت أن "رئيس الأركان غير دقيق، وبحسب مهنيين، لا توجد معطيات تؤيد وجود ارتفاع في الدافعية للخدمة القتالية إجمالا"، منوهة إلى أن "كوخافي محق في وجود فوارق بين المركز والمحيط".
وشددت الصحيفة على أهمية "إجراء فحص حول نشوء الطبقية داخل الجيش، علما بأن الطبقة الدنيا هي أبناء المحيط الذين يدفعون الثمن الأعلى في الخدمة القتالية"، مؤكدة أن "78 في المئة من القتلى في القتال الجاري في الضفة الغربية وعلى سياج قطاع غزة، هم أبناء وبنات المحيط الاجتماعي – الطبقي في إسرائيل، وهذه أرقام سيئة جدا، وهي جزء من صورة كبرى".
وأضافت: "قبل نحو سنة فقط، انكشفت معطيات مذهلة عن المتجندين لوحدة "8200" (تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان")، وبموجبها فإن معدلات الجنود من المدن الميسورة في الوحدة مرتفع أكثر بثلاثة أضعاف من المتوسط في البلدة إياها في الجيش الكبير، وبالمقابل، في بلدات المحيط نجد أن التمثيل في ذات الوحدة أدنى بثلاثة أضعاف مما بالخدمة في عموم وحدات الجيش".
وحذرت "يديعوت" من "هذه التغييرات التي خلقت وضعا لا يطاق؛ تتشكل فيه ألوية المشاة أكثر فأكثر من شبان من المحيط وشبيبة الصهيونية الدينية".
وتابعت: "شبان إسرائيليون كثيرون من المركز ومن الفئات السكانية القوية يديرون ظهورهم للخدمة القتالية ويفضلون التجند للوحدات التكنولوجية، حيث الخدمة أقل خطورة، وتبني لهم مستقبلهم، وترتبهم اقتصاديا، وهي هامة، لأن حروب السايبر والتكنولوجيا هي الحروب الراهنة"، مؤكدة أن "الفوارق تتعمق في الجيش".
ونبه المقدم احتياط د. زئيف لرر، وهو باحث كبير، أن "اختبارات التصنيف مرتبطة بالثقافة، وهي لا تسمح للإسرائيليين بفرص متساوية للوصول إلى الوحدات التكنولوجية".
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش رد على حديث المقدم بإلغاء هذه الاختبارات قبل شهر"، منوهة إلى أنه "زعم في الماضي، أن التعليم الأكاديمي هو الذي يتسبب بالفوارق الاجتماعية الأكبر، أما الواقع فعلمنا في السنوات الأخيرة، بأن الخدمة العسكرية حلت محل الأكاديمية؛ فالجندي الذي ينهي الخدمة الدائمة في وحدة السايبر يشتري شقة، بينما مقاتل في حرس الحدود أو في لواء "جولاني" لن ينجح إلا في أن يستأجرها منه، وهذه نقطة بداية سيئة للحياة، وحان الوقت لأن ندرك أننا نجلس على برميل بارود متفجر له تشغيل واحد، سواء من السياسيين أو باحتجاج اجتماعي أصيل يتفجر في هذه المدن يؤدي إلى انهيار تام في التطوع للمنظومة القتالية في الجيش، ولا أقل من ذلك".
ونبهت إلى أن "الحديث مع الجنود من المرشحين للخدمة ومع العديد من الأهالي، يؤكد أننا وصلنا إلى النهاية من حيث استعدادهم لمواصلة التطوع في الجيش، وبخاصة عندما يتعرفون على الفوارق الاقتصادية الكبيرة الناشئة".