يكاد لا يخلو يوم من عمليات إطلاق نار على حواجز الاحتلال في الضفة، أو على الجيش (الإسرائيلي) خلال عمليات اعتقال المواطنين.
وباتت عمليات إطلاق النار بمثابة النهج لدى الشباب المقاوم الثائر في الضفة والقدس المحتلتين، في وقت تعجز السلطة عن إحكام القبضة الأمنية وخصوصاً على المخيمات.
واستمد المقاومون في الضفة القوة في الانخراط بالعمل المقاوم ضد الاحتلال من عملية "سيف القدس" التي قادتها كتائب القسام في مايو الماضي، ورسخت لمعادلة جديدة مع الاحتلال.
انتفاضة مقبلة
وشهد عام 2021 ارتفاعاً كبيراً بمعدل هجمات المقاومة في الضفة الغربية بنسبة بلغت 300%، وذلك حسبما نقل موقع 14 الصهيوني عن مصادر في جهاز الأمن العام “الشاباك”.
وحسب الموقع، إن معظم أعمال المقاومة تركزت في إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة على جيش العدو ومستوطنيه.
وفي التعقيب، أكد المختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أن العمل المقاوم في الضفة أصبح حالة شعبية، "وهو ما يقلق قيادة الاحتلال من انتفاض الضفة بعد سنوات من الهدوء".
وقال العقاد في حديث لـ "الرسالة نت" إن عمليات إطلاق النار في الضفة ترتفع بوتيرة غير مسبوقة، وهو ما يعيدنا إلى بدايات انتفاضة الأقصى والهبة الشعبية الكبيرة.
وأضاف: "لا شك أن وتيرة عمليات المقاومة في الضفة والقدس ارتفعت بدرجة كبيرة بعد معركة "سيف القدس" في غزة، التي أعطت الفلسطينيين دفعة كبيرة في مجابهة الاحتلال".
وأوضح أن حالة الضعف التي تلحق بالسلطة خلال الفترة الأخيرة، زادت من حدة المقاومة وهو ما يدق ناقوس الخطر في دولة الاحتلال.
وأشار العقاد إلى أن حالة الترهل السياسي والاقتصادي التي تعيشها السلطة، تزيد من فرص اقتراب الثورة في الضفة ضد الاحتلال والتعاون الأمني.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري، أن المجتمع الضفاوي يعيش حالة تململ كبيرة في الآونة الأخيرة، بسبب فشل مسار التسوية، وعجز السلطة عن حمايته من الاعتداءات الصهيونية.
وقال المصري في تصريح صحفي، إن الفساد المستشري في السلطة، بلور وعياً مجتمعياً بضرورة العودة إلى مربع المقاومة، رغم عمليات كي الوعي التي تعرض لها الفلسطينيون خلال عقدين كاملين.
وأكد أن تصاعد العمليات يأتي رداً طبيعياً على التغول (الإسرائيلي)، والخطر الوجودي الذي يستشعره المواطن في الضفة في مواقع كثيرة، خاصة في قريتي بيتا وبرقة.
وأوضح المصري أن غياب أجهزة السلطة، ومطاردتها المقاومين ومناصريهم، ولّد حالة غضب عارم، تُرجمت إلى عمليات إطلاق نار متكررة ومتصاعدة على مواقع الاحتلال".
وفي سياق متصل، قال بيني غانتس وزير الحرب (الإسرائيلي)، إن حكومته اتخذت قرارًا بتقوية وتعزيز العلاقات مع السلطة وإضعاف حركة حماس، وصياغة تحركات بالتنسيق مع رئيس السلطة محمود عباس.
وأوضح غانتس أنه خلال العام الجديد سيعمل على دفع العلاقات مع السلطة، من خلال تعزيز العلاقات الأمنية ولاقتصادية، مشيرًا إلى أنه خلال الأشهر المقبلة سيتم صياغة التحركات المقبلة مع أبو مازن.
ويجدر الإشارة إلى أن نقاط عسكرية (إسرائيلية) في الضفة، تتعرض باستمرار خلال الأشهر الأخيرة، إلى عمليات إطلاق نار فردية، من مقاومين فلسطينيين.