تمكن أهالي رهط بالنقب المحتل من إفشال إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضيهم فجر اليوم الأربعاء، بفضل صمودهم ومواجهتهم للمستوطنين.
واقتحم عشرات من المستوطنين، فجرا، أراضي قرية عرب الزيادنة قرب رهط بالنقب، ونصبوا مجموعة من الخيام والمباني الحديدية ووضع اليد على الأراضي بذريعة أنهم أصحاب الأرض.
وأفاد شهود عيان لموقع "عرب48" بأن مجموعة تضم 50 مستوطنا اقتحموا الأراضي التابعة لعرب الزيادنة، وحاولوا الاستيطان في المكان الذي حاصرته قوات شرطة الاحتلال، التي أبعدت المواطنين الفلسطينيين عن الاحتكاك بهم.
وعقب نصب الخيام بهدف إقامة بؤرة استيطانية في المكان، وُجهت دعوات للأهالي في رهط والمنطقة، بالتوافد إلى المنطقة والتصدي للمستوطنين وإخراجهم من الأراضي.
وبحسب متابعة الرسالة، فإن الأهالي توجهوا إلى المنطقة فورا، ووجه رئيس بلدية رهط تهديدا لشرطة الاحتلال بأنه إذا لم تقم بإزالة الخيام والمباني الحديدية حتى الساعة الثامنة صباحا، فإن الأهالي سيزيلونها بأيديهم.
ورضخت شرطة الاحتلال لتهديدات الأهالي، وقامت بإزالة الخيام والمباني الحديدية التي نصبها المستوطنون في المكان، بينما أجلت المستوطنين بواسطة مركباتها بالرغم من اعتراضهم الشديد.
وكان وصل إلى المنطقة التي حاول المستوطنون الاستيلاء عليها عضو الكنيست إيتمار بن غفير، وبرفقته مجموعة من المستوطنين وأخرى مما يسمى "شبيبة التلال"، ووجه عبارات عنصرية وتحريضية على الفلسطينيين والسكان البدو في النقب.
كما وصل للمكان عضو الكنسيت، شلومو قراعي من الليكود، وعضو الكنيست أوريت ستروك، من "الصهيونية الدينية"
وتحت عنوان "النضال من أجل النقب"، أصدر مستوطنون بيانا باللغتين العبرية والعربية أعلنوا من خلاله عن إقامة بؤرة استيطانية باسم "معاليه بولا"، وذلك لتعزيز الاستيطان في النقب.
وبرروا إقامة البؤرة الاستيطانية فوق الأراضي التابعة لعرب الزيادنة بما وصوفوه "تصرفات الحكومة الإسرائيلية ونهجها وتنازلها عن النقب للبدو".
وأوضحوا بأن البؤرة الاستيطانية التي حاولوا إقامتها تخليدا لذكرى دافيد بن غوريون تأتي في سياق سلسلة من البؤر الاستيطانية التي ستقام في النقب.
وقالت متحدثة باسم البؤرة الاستيطانية "معاليه بولا": "نحن في صراع من أجل استمرار المشروع الصهيوني. عندما يُمنع في دولة إسرائيل زراعة الأشجار وإنشاء مستوطنات لليهود، فهذا يعني أنه يجب العودة إلى الأيام الأولى للاستيطان".
ويأتي ذلك، فيما تشهد منطقة النقب تضييقا ممنهجا ضد الفلسطينيين وتحديدا في منطقة النقع من سلطات الاحتلال وعلى رأسها ما يسمى "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل – "كاكال").
وأقدمت قوات الاحتلال على تجريف مساحات واسعة من الأراضي في القرى مسلوبة الاعتراف، من بينها سعوة والأطرش والرويس تمهيدا لتشجيرها ومصادرة الأراضي، وفي أعقاب ذلك وقعت مواجهات بين الأهالي وعناصر الشرطة أدت إلى حملة اعتقالات خلال التصدي لعمليات التجريف.