قائمة الموقع

تحليل: التصعيد الصهيوني لجر المقاومة نحو المواجهة

2010-12-19T14:51:00+02:00

الرسالة نت - فادي الحسني

زادت قوات الاحتلال وتيرة التصعيد ضد قطاع غزة إلى أقصى درجاته، باستهدافها خمسة مواطنين صباح أمس، فضلا عن توغل آلياتها جنوب القطاع، واستهداف صياد وراعي أغنام.

وأجمع محللون سياسيون أن التصعيد الصهيوني في القطاع، يأتي للحفاظ على قوة الردع "الإسرائيلية", مشددين على ضرورة أن تحذر المقاومة محاولات جرها لمربع المواجهة. 

واستهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العدوان الصهيوني المتواصل على المواطنين في قطاع غزة.

وورد على لسان د.صلاح البردويل النائب عن حماس في المجلس التشريعي، أن "هذه الجريمة تأتي في سياق العقلية الإسرائيلية المهيمنة على الوضع بالقوة والاستيلاء، وأيضًا محاولة لإثبات أن السياسة الوحيدة التي تُجدي نفعًا هي سياسة الردع، والتي تهدف إسرائيل من ورائها لتركيع الشعب الفلسطيني، لثنيه والتنازل عن حقوقه".

وأكد البردويل أن هذه العقلية والسياسة لن تُجدي نفعًا مع الشعب الفلسطيني ولن تركعه، حيث سيواصل مقاومته ودفاعه عن نفسه بشتى الوسائل وبكل ما يملك.

وباغتت الزوارق الحربية الصهيونية، مراكب الصيادين أول أمس السبت قبالة شواطئ رفح، وأطلقت النار عليهم مما تسبب في استشهاد الصياد زياد البردويل.

أعقبها عملية اغتيال لخمسة مواطنين شرق دير البلح، وصلوا إلى المستشفى جثثا متفحمة، إضافة إلى إصابة راعي أغنام على الحدود الشمالية للقطاع.

وبارتقاء الشهداء الخمسة، يرتفع عدد شهداء شهر ديسمبر الحالي إلي اثنا عشر شهيداً، وهي أعلى نسبة شهداء خلال النصف الثاني من هذا العام، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

ويرى المحللون السياسيون أن التصعيد الأخير في قطاع غزة، يأتي في سياق الحفاظ على قوة الرد الصهيونية.

ويقول المحلل السياسي هاني البسوس: "التصعيد الصهيوني في الأراضي الفلسطينية متواصل بشكل شبه يومي، لكن على ما يبدو أن استهداف خمسة مواطنين استهدافاً مباشراً، يدلل على أن هناك نية لدى الاحتلال لجر المقاومة إلى مربع المواجهة".

ولفت البسوس إلى أن التصعيد الصهيوني بين الفترة والأخرى كان يستهدف مناطق عشوائية، لكن استهدافه للمواطنين بشكل مباشر يدلل على أن الاحتلال يهدف إلى شن عدوان على القطاع، مستدلا على ذلك بما سبق الحرب الأخيرة على غزة خريف 2008، من تصعيد متفرق.

وأكد أن العدوان الأخير يحمل رسالة مفادها أن قوة الردع الصهيونية جاهزة لضرب المقاومة الفلسطينية، حتى لا تشكل خطراً على أمن "إسرائيل"، ويقول :"إن العدوان الأخير يؤكد على أن الاحتلال يسعى لجر المقاومة إلى مربع التصعيد الأول".

ويذهب د. عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، إلى ما ذهب إليه سابقه، في قوله "إن الاحتلال لا يمكن أن يتهاون مع المقاومة الفلسطينية لا في غزة ولا الضفة الغربية".

إلا أن قاسم اختلف مع سابقه في اعتبار التصعيد الأخير في القطاع، بأنه يحمل رسالة جديدة، وقال: "التصعيد الصهيوني هو وتيرة  اعتيادية"، مشددا على ضرورة وجود قوة رد فلسطينية لمجابهة قوة الردع "الإسرائيلية".

على نحو متصل طالب قاسم قوى المقاومة الفلسطينية بضرورة أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر، قائلا: "يجب أن نتعلم من أخطائنا(..) هناك إجراءات أمنية يجب على المقاومة أخذها بعين الاعتبار في ضوء وجود عملاء، وأخذ كافة تدابير الحيطة والحذر".

وكانت قد اعربت جامعة الدول العربية، عن إدانتها واستنكارها الشديدة للجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال باغتيالها لخمسة مواطنين وسط قطاع غزة.

وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن التصعيد "الإسرائيلي" يأتي نتيجة الصمت الدولي على انتهاكات سلطات الاحتلال، مضيفاً أن ما جرى جريمة نكراء تضاف إلى سجل "إسرائيلي" دموي أسود، ضحاياه من المدنيين العزل(...) القصف الأعمى، والقتل خارج نطاق القضاء، جريمة يعاقب عليها القانون الدولي".

وأكد أن القتل يتم بدم بارد و قصف الطائرات الإسرائيلية يطال التجمعات المكتظة بالمدنيين، مطالبا المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري لوقف الإرهاب، وكذلك اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة، بفك الحصار الصهيوني الجائر المفروض على القطاع.

اخبار ذات صلة