قائمة الموقع

الدموع التي ذُرفت فوق ركام منزل أبو دياب

2022-02-12T12:02:00+02:00
غزة- رشا فرحات

في رأس العامود في القدس المحتلة، ركام منزل هُدم للتو للحاج أبو دياب، وشهقات أسى ووجع يكتمها صدره وهو يشاهد ما تبقى من أثاث منزله، وأغراض أحفاده، وقصص عمر طويل عاشها هنا، وقد أصبحت تلاً من الذكريات المهدمة.

الهدم ذاتياً هو أقسى درجات الألم، فهذا الاحتلال المتجبر يطلب من أهالي القدس أن يهدموا شقاء العمر بأيديهم، ويدفنوا كل ذكريات السنوات الطوال تحت ركام منازلهم. مع كل حجر يهوي، تسقط دمعة الحاج محمود أبو دياب الذي أصبح بلا مأوى.

فقد أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عصر يوم أمس الجمعة، المواطن المقدسي محمود أبو دياب على هدم منزله بيده، تحت تهديد الغرامات الباهظة.

واضطر أبو دياب، وهو من حي رأس العامود، بالقرب من بلدة سلوان، وسط مدينة القدس، لهدم منزله بقرار من الاحتلال، وتحويله إلى كومة من الركام.

مدينة القدس باتت محاطة بالاستيطان من جميع الجهات، وتشهد أحياؤها وبلداتها عملية تهجير ممنهجة في الآونة الأخيرة، في ظل تزايد غير مسبوق في عمليات الهدم.

لقد بدأ التهويد يجرف أحلام المقدسيين بعد ما صادق الاحتلال على ما أسماه قانون (كمينتس) في آواخر عام 2017، بتعديله رقم 116 لقانون التنظيم والبناء" الإسرائيلي، وبناء على هذا القانون فقد شهدت مدينة القدس وستشهد أيضاً، في الأيام والسنوات القليلة المقبلة، أرقامًا قياسية للهدم، قد تصل إلى 250 منزلًا ومنشأة، نصفها تقريبًا في جبل المكبر، جنوب القدس المحتلة.

 وهذا الرجل الستيني أبو دياب قد هدده الاحتلال بدفع غرامة مالية كبيرة وهدم منزله، أو أن يفعل ذلك بنفسه، فاضطر لاستئجار جرافة لهدم المنزل.

يجلس العم محمود أبو دياب وهو يسند كفه على عكازه ويتأمل حجارة المنزل القديم، ويسأل: "أنا والحجة لحالنا، وين بدنا نروح، قعدنا في الشارع، ماذا أقول وأنا لا يوجد من يساعدني في هذا العمر، لقد توجعت وأنا أهدم بيتي بيدي لكي لا أدفع غرامة فوق تكلفة الهدم".

وتكثف إسرائيل من جرائم هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة وداخل أراضي العام 48، فقد طال الهدم كثيراً من بيوت المقدسيين منذ بداية العام، كما طال شبح الهدم قرية الزعرورة في النقب خلال الأسبوع الماضي، إضافة لهدم منزل لعائلة محارب في مدينة اللد.

وفي هذا السياق دعا مسؤولون مقدسيون، المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، إلى التحرك فورًا، لوقف سياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحق أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة، خاصة في حي الشيخ جراح.

ومنذ عام 2008 رصدت الأرقام 200 حالة هدم ذاتي للبيوت في القدس، فقد فيها أكثر من 3000 مقدسي بيوتهم، وذلك بحجة عدم الحصول على تراخيص بناء، التي ترفض بلدية الاحتلال إعطاءها للمقدسيين داخل الأحياء الملاصقة للأقصى، لتظل سياسة الهدم الذاتي هي أبشع مظاهر العنف والإذلال المتعمد الممارس ضد المقدسيين، ويراها أهالي الشيخ جراح وسلوان نكبةً جديدةً تحيط بالمدينة القديمة وتصادر ما تبقى من حرية أهلها الأصليين.

اخبار ذات صلة