رام الله- الرسالة نت
اشتكى رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس من ضعف الموقف العربي عموما وبشكل خاص من ضعف التغطية العربية لخياراته التي طرحها على الجانب العربي مؤخرا بعد انسداد آفاق المفاوضات مع (إسرائيل).
وبحسب صحيفة "القدس العربي" فقد أظهر عباس تبرمه الشخصي الشديد وانزعاجه من ما سماه ضعف الاستجابة العربية خلال الاجتماع الأخير للجنة المتابعة العربية على مستوى اجتماعات الجامعة العربية لخياراته الشخصية التي اقترحها ومن بينها صياغة العودة لمجلس الأمن او العمل على تحصيل اعترافات دولية أكبر بالدولة الفلسطينية.
ونقلت شخصيات فلسطينية عن عباس قوله في الاجتماع الذي عقده الخميس الماضي في العاصمة الأردنية عمان مع نخبة القيادات الفلسطينية وبينها فاروق القدومي وأخرون بأن لجنة المتابعة العربية خذلت من الناحية العملية خياراته فيما يخص الخروج من المأزق الحالي.
واشتكى عباس بوضوح من ضعف الموقف العربي ومن بطء خيارات وتفاعل لجنة المتابعة العربية وتحدث عن تحول عربي مقلق لصالح الاهتمام بالقضايا القطرية او بعض الملفات الإقليمية على حساب القضية الفلسطينية.
وشرح عباس قائلاً: "كدنا ان نصل إلى حل مع اولمرت لكن نتنياهو جاء ونسف كل شيء"
وأضاف: "الخيارات خصوصا مع تقلص الاهتمام العربي ضيقة وعلينا أن نعمل مع أقطاب دولية على صعيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكن الجانب العربي لا يساعدنا كثيرا في هذا المسار".
وشدد عباس في نفس اللقاء ولحظة المصارحة الداخلية على ان حماس لا تريد المصالحة متعهدا بان يدعم اي خطط او مشاريع لتطبيع العلاقة مع فصائل المعارضة الفلسطينية باستثناء حماس "لآنها لا تريد المصالحة ولا تريد دفع كلفتها السياسية ولديها مشروع مختلف" على حد زعمة.
وفي نفس اللقاء لم يعترض عباس على جملة وردت على لسان القدومي قال فيها: "قلت لكم دوما أخي عباس بأن أوباما ضعيف ومخادع وليس أقل سوءا من سلفه جورج بوش وقلنا لكم بان الرهان عليه صعب جدا".
وشملت هذه المصارحات الداخلية الفلسطينية في عمان إقرارا ضمنيا من عباس ومرافقيه لاحتمالية بروز محاولة أمريكية جديدة للعبث في الساحة الفلسطينية مؤسسة على تحقيق هدفين الأول كسر الموقف الحالي لعباس وتحطيمه وتضييق الخيارات, والثاني العمل على إدامة بقاء الموقف الفلسطيني في فلك المحور الأمريكي ودول الاعتدال في المنطقة وعدم تمكين المحور الأخر "سورية وإيران" من استثمار او توظيف اليأس الفلسطيني او انسداد آفاق التسوية. وبوضوح هنا أقر عباس بان ذلك يمكن ان يحصل.