بات حي الشيخ جراح، في القدس المحتلة، أيقونة في الصراع مع الاحتلال (الإسرائيلي)، في وقت يثبت الفلسطينيون تمسكهم بحقوقهم وقتالهم من أجل قضيتهم العادلة.
وتشكل قضية الشيخ جراح غُصةً في حلق الاحتلال، بعدما انتصرت غزةُ للمقدسيين في مايو الماضي، واشتعلت الضفةُ والداخلُ المحتلُّ نصرةً للقضية.
وعادت الأحداثُ في حي الشيخ جراح تتصدر المشهد، بعدما اقتحم عضو الكنيست اليميني المتطرف، ايتمار بن غفير، الحيَّ وأقام خيمةَ اعتصامٍ قبل أن تتدخل قوةٌ من الجيش وتخرجه قسراً خوفاً من تصاعد الأوضاع.
مواجهات وصراع
وفي هذا السياق قال المختصُ في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات "ما يحدثُ في الشيخ جراح سيشعلُ فتيلَ المواجهاتِ مع الاحتلال في مناطقَ أخرى".
وتابع بشارات: "الرسالةُ وصلت جيداً لقيادة الاحتلال، وهو ما دفعها لإصدار أمرٍ بضرورة إخراج بن غفير من الشيخ جراح، وإخلاء الحي الليلة الماضية".
وبعد الإخلاء بالقوة، بات بن غفير الليلة الماضية في المستشفى، لكنه عاد صباح اليوم للحي وهو ما ينذر بتأجج الصراع مع المقدسيين".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "بعد تهديدات حركة حماس، أخرجت الشرطة بن غفير ومكتبه من الشيخ جراح؛ والأخير يهدد بالعودة، ومسؤولون "إسرائيليون" يقدرون أن أي تطور في القدس سيؤثر على الوضع في غزة".
الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أكد أن الاحتلال يأخذ ما يحدث بالقدس على محمل الجد، ويتخوف من تصاعد الأوضاع مع الفلسطينيين في جميع المناطق.
وفي مقال له، قال الصواف: "التصعيد وارد وأقرب من أي وقتٍ مضى، وعلى أهلنا وأحبتنا في القدس والضفة أن يأخذوا زمام المبادرة وهم أهلٌ لذلك، وعليهم أن لا يسمحوا لهذا الإرهاب أن يتمدد بل عليهم مواجهته بكل ما يملكون من قوة".
ووجه حديثه لأهل الضفة، قائلاً: "مخزون الضفة كبير وقدراتكم عظيمة وفعلكم سيكون على قدر الحدث، ولتبدؤوا بالتحرك، انصروا أنفسكم، وستجدون من ينصركم".
في حين، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، هارون ناصر الدين، أن قيادة الحركة أرسلت رسائل للوسطاء عن آخر الأوضاع في القدس والشيخ جراح، وأبلغتهم أن ما يفعله الاحتلال هو لعبٌ بالنار.
وقال ناصر الدين إن ما تجرعه الاحتلال في معركة سيف القدس يمكن أن يتكرر مضاعفًا إن بقيت هذه الاعتداءات مستمرة.
وبيّن أن وضع المستوطنين خيمة في الشيخ جراح واقتحامَ أرض عائلة سالم هو فتيلٌ لاندلاع مواجهات لن تقف إلا باستعادة حقوقنا.
وفي رسالة للاحتلال أضاف: "لا تلعبوا بالنار، لأن صبر الشعب الفلسطيني له حدود، وإنّ تصاعد الأحداث ينذر بسيفِ قدسٍ ثانٍ، وشعبنا له صولةٌ وجولةٌ، وحقوقنُا ستعود".
وبعث ناصر الدين بالتحية إلى أهلنا في القدس المحتلة، وخاصة في حي الشيخ جراح على ما يقومون به من مواجهة لغطرسة المستوطنينَ المتطرفين.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن دروس الماضي تشير إلى أن أحداث القدس قد تؤدي إلى تصعيد تدريجي من غزة.
وقالت إن (إسرائيل) تأخذ تهديدات حماس على محمل الجد وتدرك أنه يجب عليها أيضا أن تكون مستعدة لمثل هذا الاحتمال.
وعززت حماس موقفها جهة مدافعة عن القدس، وهو ما أثبته "سيف القدس"، حينما انطلقت الصواريخ نصرة للمدينة المقدسة.
