رغم مرور 9 شهور على انتهاء معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة، بقيادة كتائب القسام، إلا أن انعكاساتها بقيت حاضرة في أحداث الشيخ جراح الأخيرة.
المعركة، التي بدأت بإطلاق الصواريخ على مدينة القدس في مايو الماضي، شكلت هاجساً لدى قيادة الاحتلال وأفشلت محاولات فصل غزة عما يجري من أحداث في الضفة والقدس والداخل المحتل.
وسرعان ما أعادت أحداث حي الشيخ جراح إلى أذهان الاحتلال هزيمته في المعركة، خاصة بعد اقتحام المتطرف الصهيوني ايتمار بن غفير الحي، وإقامة خيمة داخل الحي؛ وهو ما دفع الشرطة (الإسرائيلية) لإخراجه بالقوة تخوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية مع غزة.
ردع الاحتلال
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن هاجس التخوف من تصاعد الأوضاع الأمنية لدى الجمهور الصهيوني يزداد في ظل أحداث الشيخ جراح.
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "رئيس بلدية مستوطنة سديروت تخوف من عملية عسكرية بسبب ما يحدث في حي الشيخ جراح، وأكد أن بلديته لا تريد الحرب".
وأضاف: "اللافت فيما حدث أن اليميني نفتالي بينت يطالب المتطرف ايتمار بن غفير بالانسحاب من الشيخ جراح، رغم أنه كان من أشد المهاجمين لنتنياهو في هذا السياق قبل توليه رئاسة الحكومة".
وأوضح مقداد أن ما يحدث في الضفة المحتلة، واشتباكات السيلة الحارثية في محافظة جنين، تم ربطها بعملية سيف القدس.
وأكد أن "الاحتلال يدرك جيداً أن انتصار المقاومة للقدس في مايو الماضي، يؤكد أنها نجحت في ربط المناطق مع بعضها دون تجزئة حاول الاحتلال تثبيتها خلال السنوات الماضية".
ووفق متابعة المختص في الشأن (الإسرائيلي) للإعلام العبري، فإن الاحتلال يأخذ تصريحات المتحدث باسم حماس بأن "الاحتلال يلعب بالنار بما يحدث في الشيخ جراح"، على محمل الجد.
وشدد مقداد على أن (إسرائيل) تحاول حالياً النأي بنفسها عن أي صراعات في ظل ائتلاف هش يبتعد عن أي تصعيد.
وفي سياق متصل، حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، العدو الصهيوني من مواصلة مخططاته ومشاريعه التهويدية، في مدينة القدس وحي الشيخ جراح، مضيفة "لن نتوان أبداً عن حماية شعبنا فسيف القدس مازال مشرعاً".
وأكدت الفصائل في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن ما يجري يعد مساسا بالشعب الفلسطيني بأكمله، والمعركة لن تنتهي إلا بزوال العدوان الصهيوني عن أرضنا المباركة.
وتوجهت الفصائل بالتحية إلى أهالي القدس والشيخ جراح الذين يتصدون بصدورهم العارية لجرائم العدو وتغول مستوطنيه على جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
وأدانت استقبال البحرين لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، محذرة من أن التطبيع هو تشجيع وتأييد لعدوان الاحتلال على مقدساتنا وجرائمه بحق شعبنا.
وشدد على تضامنها ووقوفها التام إلى جانب الأسرى الأبطال في السجون، مؤكدة أنها لن تسمح للعدو الصهيوني بالاستفراد بهم مهما كانت التضحيات.
وعبرت عن اعتزازها بثوار شعبنا في الضفة والقدس الذين يلقنون العدو ومستوطنيه الدروس ويثبتون أن الشعب متجذر وثابت في أرضه ويكتب صفحات المجد والخلود.
وأشارت الفصائل إلى أن سياسة هدم المنازل التي ينتهجها الاحتلال بحق منفذي العمليات هي سياسة فاشية وعنصرية وتعبر عن عقلية صهيونية لن تكسر إرادة المقاومة.
وجددت دعوتها إلى أبناء الأجهزة الأمنية بالضفة إلى الانحياز لشعبنا في التصدي للاحتلال الصهيوني الذي يمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن دروس الماضي تشير إلى أن الأحداث بالقدس قد تؤدي إلى تصعيد تدريجي من غزة.
وقالت إن (إسرائيل) تأخذ تهديدات حماس على محمل الجد وتدرك أنه يجب عليها أيضا أن تكون مستعدة لمثل هذا الاحتمال.