قائمة الموقع

ذكرى استشهاد محمود المدني.. لوجستي أول خلية قسّامية شمال الضفة

2022-02-19T10:05:00+02:00
الضفة المحتلة- الرسالة نت

تنحدر جذور الشهيد القسّامي القائد محمود سليمان المدني من المدينة المنورة، فيما رأى شهيدنا النور في 4/4/1976 بين ثلاثة من الإخوة وخمسة من الأخوات، ويأتي  ترتيب محمود الخامس بين جميع إخوانه، تلقى شهيدنا القسّامي البطل تعليمه الابتدائي في "مدرسة شريف صبوح الابتدائية" ثم انتقل إلى "المدرسة العامرية" لإكمال مرحلته الإعدادية ويحصل على شهادته الثانوية من "مدرسة أبو بكر الصديق" إلا أن سجنه حال بينه وبين إكمال حوله على شهادته الثانوية خارج السجن ليكملها من خلف القضبان في الفرع العلمي بمعدل (77%)، ما أهله الانضمام لصفوف جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، حيث التحق في صفوف كلية الشريعة الكلية الأقرب إلى قلبه، بتخصص "أصول الدين"، إلا أن حادثاً جسيماً ألم بالعائلة جعله يترك مقاعد الدراسة ليعين أسرته على تلبية حاجاتها، فقد توفي والده في24/9/1999 بسبب جلطة في القلب.

في رحاب الإخوان

ارتشف الشهيد المجاهد محمود المدني رحيق تربيته الدينية مبكراً قبل إكمال أعوامه الست الأولى فتى يافعا في رياض التربية المسجدية في مسجد فتوح، حفظ خلالها ما يربوا عن العشرين جزءً من القرءان الكريم، وبعد أن اظهر المجاهد القسّامي الشهيد فطنةً مميزة وأدب جماً تم إلحاقه من قبل إخوانه في جماعة الإخوان المسلمين في عام 1989، بعد أن تسلم إمارة مسجده فتوح، ومن ثم أصبح مسئولاً عن دورات تحفيظ القرءان الكريم في منطقة شارع القدس، بعد أن حاز بتفوق على إجازة في تجويد القرءان الكريم وأحكامه، أما التحاقه بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فقد كانت منذ بداية انطلاقتها حيث انظم إلى صفوفها وعملها المقاومة في العام 1988 في الانتفاضة الأولى.

جندي قسامي

في العام 1994 كانت الخلية القسّامية الأولى التي تأسست في مدينة نابلس على يدي المجاهد القسّامي القائد عبد الناصر عطا الله عيسى، ونال المجاهد القسّامي محمود المدني أن يكون أحد فرسانها ومجاهديها بالإضافة للمجاهدين: معاذ بلال وعثمان بلال، وقد كان المجاهد القسّامي محمود المدني المساعد اللوجستي الأول للخلية، إلا أن الدولة الصهيونية التي نالت منها عمليات القسّام وزلزلت كيانها في عملياتها الإستشهادية، فقد كانت تعمل في كل أجهزته الأمنية لإحباط أي عمل عسكري لجنود وعقول القسّام، وقد استطاعت اعتقال المجاهد محمود المدني في الأشهر الأخيرة لعام 1994 بعد عملية وعسكرية كبيرة لقوات "الدفدفان".

وقود للانتفاضة

كان من أبرز الأعمال الجهادية التي كان لها دور فيها هي العملية الاستشهادية التي قام بها المجاهد حامد أبو حجلة، والتي كانت في 1/1/2001 في مركز تجاري في مدينة نتانيا، وقد أشارت الخيوط التي قامت السلطات الصهيونية بجمعها إلى مصدر واحد هو المجاهد محمود المدني، بدوره بمساعدته الكبيرة لحجلة بالقيام بعمليته، والتي انطلق بها من مدينة جنين، وهنا أعيد اسم محمود المدني على قائمة الاغتيالات الصهيونية التي بدأت بها السلطات الصهيونية في صفوف المقاومة منذ الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى.

عملية الاغتيال

حمى الله المدني من الإغتيال لمرتين متتاليتين، إلا أن القدر كان في ظهر يوم الاثنين 19/2/2001 ينسج ساعات المدني الأخيرة في هذه الدنيا " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "، فبعد صلاة الظهر وأثناء خروج المدني من مسجده "فتوح"، كانت القوات الصهيونية قد حبكت خطتها لاغتيال المدني، فأطلقت عليه أربع رصاصات من جهة غير معروفة من سلاح نوع "M 16" أصابت المدني في البطن والخاصرة والكتف، وانطلقت رصاصة أخرى من عيار "300" من منطقة سهل "روجيب" و"جبال عيبال" أصابته في البطن، حيث تم نقل القسّامي المجاهد محمود المدني إلى المستشفى على عجل، إلا أن "المستشفى الوطني" اعتذر عن استقباله لسوء حالته الصحية، وتم نقله بعدها إلى "مستشفى رفيديا" في المدينة، حيث استنفر المستشفى طواقم الطوارئ لإنقاذ حياة المدني، وتم ضخ أكبر من 18 وحدة دم لتعويض ما فقد المدني جرَّاء النزيف الحاد، واعتقد الأطباء أن حالة المدني في تحسن فقد كان يقرأ وهو غائب تماماً عن الوعي القرءان بصوته الندي، وبكامل أحكام التجويد، حتى وهو تحت بنج العملية الأخيرة له، إلا أن الساعات الأربع وما بذل من جهد الأطباء لإنقاذ حياة المدني لم تنجح، ولفظ بعدها المدني أنفاسه الأخيرة على هذه الدنيا، بعد أن حطم بصمده عنفوان المحققين ومرغ أنوفهم في التراب.

اخبار ذات صلة