لوحاتٌ خشبية بسيطة تملؤها خطوطٌ ونقوش متوازنة.. ملونةٌ بألوانٍ مبهجة تريح البصر وتجذب الروح عبر العين، رسمتها ريشة الشابة "جنان العيلة" 31 عاماً؛ لتمزج فيها ما بين فن الماندالا ورسومات الدودل، مُبرِزةً بذلك هذا النوع من الفنون العالمية بقطاع غزة.
والماندالا فن بدأ في منطقة التبت في الهند، ويعتمد على نقوش متوازنة بصرياً تتكثف في المركز، أما الدودل فهو عبارة عن رسومات بسيطة يمكن أن يكون لها معنى تمثيليا ملموسا ويتكون من خطوط عشوائية.
تعرفت جنان على نوعي الفن السابقين أثناء تصفحها لمواقع التواصل الاجتماعي، ليساهما في قلب مسار حياتها بعد أن نجحت في دمجهما في لوحاتها ولتكون أمام نوع جديد من الفنون.
تقول جنان "للرسالة نت": "بعد تخرجي بتخصص إدارة تكنولوجية، بدأت رسم الماندالا على الورق وعلى سكتشات باستخدام الحبر، ثم استخدمت ألوان الخشب أو ألوان الشمع".
وتكمل: "جملة من التجارب خضتها بالمثابرة؛ حتى أصل لفكرةٍ فريدة من نوعها تمثل إضافة نوعية للفن داخل قطاع غزة، لأنفرد عن غيري من الفنانين بها".
الاستمرار بالشيء يولد الاتقان والإبداع، فمنذ بداية عام 2019 شقّت العيلة طريقها بعزمٍ وإصرار نحو هدفٍ أخذت على عاتقها الوصول إليه، فأنهت 14 لوحة فنية مفعمة بالجمال والحيوية.
وقدمت جنان لوحات بمنظور فني بصري جديد، باستخدام الريشة والقلم، ومُحدِد الألوان مع إضافة مادة ملمعة للون تضفي عليها نوعاً من الجمال وتحميها من السوائل.
فضّلت جنان استخدام الخشب لبقاء الطلاء عليه لفترات طويلة جداً، ولتطبيق الأفكار بصورة واسعة على الأواني والكوسترات.
مراحل عدة تمر بها اللوحات الفنية على يد جنان، أولاها قص الخشب بأحجام مختلفة وفق استخدام اللوحة، يتلوها طلاء الأرضية باللون الأسود، ثم يبدأ استخدام المسطرة والمنقلة والفرجار، لتخرج لنا لوحةٌ فنية تنال إعجاب كل من يراها.
بعد دمجها الماندالا والدودل في لوحاتها، لاقت جنان تفاعلًا كبيرًا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ما عزّز لديها الرغبة في تطوير نفسها.
وتوضح العيلة أنها طوّرت موهبتها من خلال ممارسة الفن دوريا وبالمشاركة في العديد من المعارض المحلية مثل "معرض مرايا والنجمة والتراث الفلسطيني".
وتروج جنان للوحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر أعمالها على صفحتها على تطبيق الانستجرام.
ساعات وأيام طوال تقضيها جنان في صنع لوحة خشبية، لكنها تشعر أنها سويعات قليلة، فلا تدرك نفسها إلا بعد إنجاز مرادها.
بصوت تملؤه الثقة والطموح، تؤكد العيلة أن ما من شيء يمكن أن يوقفها عن حلمها أو طموحها، ما دام عقلها يفكر ويدها تُبدع.
وأردفت جنان أن الانتقادات ليست مبرراً للوقوف عن ممارسة موهبتها، إنما تأخذ منها دافعا يزرع فيها إرادة تثبت لها أنه وبرغم الظروف الصعبة التي نعيشها، هي قادرة على الوصول.