قال رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، مساء ، الأحد، إن "إسرائيل قلقة بشدة من إمكانية التوصل إلى اتفاق بين القوى الدولية وإيران حول برنامج طهران النووي"، معتبرًا أن ذلك "قد يتسبب في مزيد من العنف وتراجع الاستقرار في الشرق الأوسط"، ويوفر مليارات الدولارات لطهران لاستخدامها في مهاجمة إسرائيل.
جاءت تصريحات بينيت خلال مؤتمر عقد في القدس لرؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة.
وشدد بينيت على أن إسرائيل "لن تقبل إيران كدولة عتبة نووية، لدينا خط أحمر واضح لا يخضع للمساومة: إسرائيل ستحتفظ دائمًا بحرية التصرف للدفاع عن نفسها".
وأوضح رئيس حكومة الاحتلال أن هناك خلافات كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاقية التي تمت بلورتها خلال مفاوضات فيينا مع إيران. وقال "لا شك في أن الولايات المتحدة هي صديقنا الأكبر والأقوى، إلا أننا نحن من نعيش في المنطقة ونحن من نتحمل العواقب".
في المقابل، أفاد بأن العلاقات الإسرائيلية مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن "ستبقى وثيقة وقوية". وتابع "سنواصل التركيز على أمن إسرائيل، وسنواصل التعبير عن موقفنا، والأهم من ذلك، سنعمل كل ما هو ضروري لضمان ذلك".
وشدد بينيت أن "إسرائيل لا تعارض تلقائيا" عقد أي اتفاق مع طهران، وادعى أن عددا كبيرا من أولائك الذين دعموا إبرام الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام 2015، قلقون للغاية اليوم".
وأضاف "عندما نناقش هذه المسألة مع أصدقائنا الأميركيين، نتفق جميعًا على أن الإيرانيين في مرحلة متقدمة جدًا من مشروع تخصيب اليورانيوم، لقد تجاوزوا الخطوط الحمر واحدا تلو الآخر، بما في ذلك التخصيب بمستوى غير مسبوق قدره 60%".
واعتبر أن "المشكلة الكبيرة الثانية في الاتفاقية هي أنه في غضون عامين ونصف، قريبًا جدًا، ستكون إيران قادرة على تطوير وتركيب وتشغيل أجهزة طرد مركزي فائقة التطور".
وقال بينيت إن الاتفاقية الجديدة "تضع إيران على مسار سريع للتخصيب على مستوى عسكري".
وأضاف أنه "بموجب الاتفاقية (الجديدة المحتملة) لن يكون مطلوبا من إيران تدمير أجهزة الطرد المركزي التي طورتها في السنوات الأخيرة".
وزعم بينيت أنه بموجب الاتفاق، ستحصل إيران على مليارات الدولارات من أموالها المجمدة (بموجب العقوبات الأميركية)؛ مشيرًا إلى أن الاتفاق سيتيح لإيران الاندماج "في سوق الطاقة العالمي المزدهر". مشددا على أن "نسبة كبيرة من هذه الأموال ستستخدم لمهاجمة إسرائيل".
وقال إن "الاتفاق سيضخ مليارات الدولارات في الآلة الإرهابية الإيرانية. المزيد من الطائرات بدون طيار والمزيد من الهجمات على السفن وطرق الملاحة البحرية والمزيد من الصواريخ على إسرائيل وحلفائنا عبر وكلاء إيران في المنطقة".
وادعى بينيت أن "إيران أخفت ولا تزال تخفي مواد تتعلق بالأسلحة النووية. وتطالب إيران المفتشين الذين صادروا هذه المواد أن ينسوا ما رأوه".
ووصف مطلب إيران بشطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية بأنه "ذروة الوقاحة".
جاء ذلك خلال "مؤتمر الرؤساء" الذي يضم نحو 50 رئيسا للمنظمات اليهودية الأكبر في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية؛ ويعقد الاجتماع سنويا، علما بأنه عُلّق خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، ويلتقي خلاله رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية بمسؤولين إسرائيليين على المستويين الأمني والسياسي.
عرب 48