غزة-رشا فرحات
يمكن للكاتب عيسى القواسمي أن يكون سفير الصورة لكل فلسطيني حُرم من زيارة الأقصى، ويشكل هو وشقيقه شهاب القواسمي ثنائيا مثاليا لنقل تلك التفاصيل الدقيقة التي يتوق كل فلسطيني نازح أو مغترب لرؤيتها.
انتهى الروائي المقدسي عيسى من نصوص كتابه الجديد "حبيبان"، والمدعم بصور مشتركة مع شقيقه المصور المعروف شهاب القواسمي، ولكنه لم يفصح عن تفاصيل موسعة لفكرته حتى الآن، والمعروف عن القواسمي ولعه بمدينة القدس حيث يقيم وتركيز كتاباته عليها.
يقول: "فكرة الكتاب كجنس أدبي هي نصوص لكنها كلها مستقاة من الحياة الاجتماعية والدينية والحياتية للقدس، الكتاب من الحجم الكبير ويحتوي على نصوص أدبية وكل نص يتضمن صوره الخاصة من الأمكنة في القدس ومدن فلسطينية أخرى!!
ويضيف الكاتب: "الكتاب واكب الأحداث في القدس القديمة، مسيرة الأعلام، أحداث الأقصى، الشيخ جراح، وكلها حولتها لنصوص لمن هم خارج القدس من مغتربين وأهلنا في الشتات ليتعرفوا على القدس من خلال الصور واللوحات والأماكن الدينية والتاريخية.
ووفق القواسمي فإنه كان من المقرر الإعلان عن إصدار الكتاب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري ولكن تأجل لبداية الشهر القادم وسيكون التوقيع في باب العامود، وسيوقع في عدد من المدن الفلسطينية وفي الأردن أيضا"
ولعل ما يميز الكاتب هو أنه تجاوز الكتابة وأبدع في تقديم الرواية المصورة من خلال رحلاته اليومية وصور جواله التي يلتقطها في تجواله بالأزقة القديمة ونشره لمتابعيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والصلوات اليومية في الأقصى، والتكبيرات في الأعياد، وأشكال المصلين ودعواتهم.
وبعد صلاة الفجر ومع طلوع الشمس يمكنك أن تمشي مع القواسمي عبر الأزقة القديمة، لتأكل من كنافة المحلات القديمة وتسير تحت الأشجار المعمرة التي تحتضن القبة الذهبية، وتضاحك السيدات المسنات، بائعات الجرير والفجل، اللواتي ينادين على بضاعتهن في باب العامود.
فقواسمي المقدسي الذي يقطن بالبلدة القديمة يحرص على نقل واقع المدينة المقدسية وتفاصيلها بالصور للمتلهفين من خارج المدينة. ويدون حكايات الأزقة القديمة، ومخابز القدس، وساعات الفجر الأولى، والأشجار المعمرة المجاورة للأقصى.
صدر لعيسى القواسمي خمس روايات آخرها "عازفة الناي"، وقد بدأ بالكتابة الروائية في عام 2008، وكانت له أول تجربة في الكتب المصورة مع هبة باب العامود فصدر له كتاب ثورة الغضب الذي كان أول الكتب المصورة التي وثقت مرحلة عاشها المقدسيون وأظهروا فيها العناد المقدسي الذي كان هدفه الرئيسي دينيا وهو فتح الأقصى.
ونقل في كتابه صورة الأمكنة والأحداث يوما بيوم في محاولة لتخليد ما لم يخلده الإعلام "مواقف لم يتحدث عنها الإعلام في جغرافية القدس" كما يقول القواسمي.
وثقت صفحة القواسمي بصورها حراك القدس على مراحله المتعددة وبينت تفاصيل حياة المرابطين على أبواب حطة والمجلس والأسباط، وما يدور في وادي الجوز، والكنائس القديمة التي لا نعرفها، وصور للطرقات الكثيرة التي مشى فيها المجاهدين وصولا إلى باب حطة وإلى باحات الأقصى، بقصص جميلة مستوحاة من حقيقة المدينة المقدسة.