لا تكتفي السلطة الفلسطينية بترسيخ الانقسام، والمتاجرة بأرواح المرضى، وملاحقة المقاومين، بل تسعى لإشغال الشباب بالفساد من خلال السعي لإعادة افتتاح كازينو أريحا، الذي يعد أكبر صالة للعب القمار في العالم، في ظل حالة الغليان التي تعيشها المدن الفلسطينية.
وليست المرة الأولى التي تمس فيها سلطة رام الله بحرمة الشعب الفلسطيني على الصعيد الديني والأخلاقي، ففي السنوات الأخيرة تعمدت إقامة المهرجانات الراقصة في المقامات الإسلامية بالضفة المحتلة ووعدت في أكثر من حادثة بالتحقيق في قضايا انتهاك حرمة الأوقاف الإسلامية لكن دون نتائج.
يقول الناشط والصحافي علاء الريماوي، إن سعي السلطة للضغط على السلطات الإسرائيلية لفتح كازينو أريحا يعد مطلباً مسيئاً لتاريخ الشعب الفلسطيني وشهدائه، معلقاً "بدلاً من أن تتخذ السلطة قرارات جريئة لوقف التنسيق الأمني وتعود لطاولة المصالحة، فإنها تركض خلف الاحتلال ودعمه".
ويرى أن كازينو أريحا كان وصمة عار على جبين الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الحديث عن إعادة افتتاحه فيه استخفاف بأخلاق الشعب وتجاهل لقيمهم الأخلاقية والإسلامية وحتى الوطنية.
وكشفت القناة "12" العبرية، عن أن السلطة تضغط بقوة وتجري لقاءات مكثفة مع الاحتـلال لإعادة فتح كازينو أريحا والسماح للمستوطنين بالوصول إليه، ما يثير غضب الفلسطينيين خاصة الذين يعيشون في الضفة المحتلة ويعانون من تهميش السلطة لأدنى الاحتياجات الأساسية.
وامتعض الضفاويون بسبب سعي السلطة لفتح الكازينو لتحقيق مكاسب شخصية وأمنية تعود على القائمين عليها، وتجاهلها ونهبها للأموال التي رُصدت لإنشاء مستشفى خالد الحسن.
ويوضح الريماوي "للرسالة" أن الضفاويين يعيشون حالة غضب متصاعدة كون ما تنتهجه السلطة في التعدي على حرمة الأماكن الدينية المقدسة يتماهى مع مخططات الاحتلال.
وبحسب متابعته، فإن الشعب بات يتحدث عن أن السلطة تمارس دوراً بعيداً عن أخلاقياته وعاداته، معتبراً أن ما يجري يأتي في حالة الغفلة التي تعيشها السلطة والبعيد عن مبادئ شعبها واحتياجاته.
ويرى الريماوي أن الهدف الذي تسعى إليه السلطة هو حرف المجتمع عن هدفه الأساس عبر تهويد أخلاقياته، مؤكداً أن الضفاويين لن يتركوا الأمر يمضي عبثاً بل سيثورون على قادة التنسيق الأمني وأتباعهم.
يشار إلى أن كازينو أريحا افتُتح في عام 1998 بالشراكة بين رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين بينهم الملياردير اليهودي النمساوي مارتن شلاف، وأُغلق بعد اندلاع انتفـاضة الأقـصى في نهاية العام 2000.
كما ذكرت القناة 12 العبرية أن أجهزة أمن الاحتــلال ناقشت مؤخراً إمكانية السماح للمستوطنين بالوصول للكازينو وكيفية تأمينهم بعد طلبات كثيرة للسلطة بذلك الشأن.
وأشارت القناة الى أن مسئولين في السلطة الفلسطينية يعملون بجد في هذا الاتجاه من أجل الضغط على الاحتــلال لإعادة فتح الكازينو لأنه يحقق لهم أرباحاً مالية كبيرة، موضحة أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية بدأتا بترتيب زيارات جماعية لمجموعات سياحية (إسرائيلية) إلى أريحا.
كما كشفت القناة عن أن مئات (الإسرائيليين) وصلوا أريحا خلال الفترة الماضية ضمن "مجموعات سياحية"، وتنزهوا في أسواقها والأماكن السياحية فيها.