الرسالة نت – أحمد الكومي
بشكل ملحوظ .. تدخل انتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة فتح بالضفة الغربية مرحلة غاية في الخطورة تطال المعتقلين السياسيين في سجونها، والبالغ عددهم أكثر من 1200 فلسطيني نصفهم أسرى محررين من سجون الاحتلال الصهيوني.
لامبالاة فتح ازاء قرارات المحكمة العليا بالافراج عن المعتقلين السياسيين دفعتهم للدخول في اضراب مفتوح عن الطعام، قبل نحو شهر من الآن، نتج عنه تدهور في حالتهم الصحية، دون مغيث من الهيئات الحقوقية والحكومية والفصائل في الضفة المحتلة.
وما زالت أجهزة فتح تواصل حملتها المسعورة بحق أنصار حركة حماس بالضفة، حيث علت مؤخراً أصوات المناشدات العاجلة من أهالي المختطفين، والمؤسسات الحقوقية وفصائل المقاومة في قطاع غزة، مطالبين بضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ونبذ التنسيق الأمني بوصفه سماً قاتلاً يجري في عروق الحقوق والثوابت الفلسطينية.
قناعة فتحاوية
واتسعت في الوقت ذاته رقعة الإضراب عن الطعام، لتشمل عدداً من سجون سلطة فتح بالضفة الغربية، وتشكل ورقة ضغط يتخذها المعتقلون السياسيون وأنصار حماس، تحت سياط التعذيب الوحشي والشبح المتواصل بحقهم داخل أقبية سجون فتح.
وفي هذا السياق أكد الدكتور سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس أن حركته تتابع عن كثب وبقلق كبير الأوضاع السارية بالضفة، مشدداً في الوقت ذاته أن حركته ستتخذ القرارات المناسبة لمواجهة انتهاكات فتح بحق أنصارها.
وأوضح أبو زهري أن قضية المعتقلين السياسيين تشكل قلقاً بالغاً للمواطن الفلسطيني، الذي ينظر عن كثب ما يتعرض له الأهالي والأبناء بالضفة من تعذيب وحشي يحاكي ممارسات القوات الأمريكية في سجن غوانتنامو وأبو غريب.
غير أن الدكتور أحمد نوفل أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، قال إن الصمت العربي تجاه ممارسات السلطة بالضفة يؤكد وبشكل قاطع عدم اهتمام العرب بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها قضية الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن صمت عباس تجاه ممارسات أجهزته الأمنية يشكل استهتارا وطنيا بقضية الأسرى، وبملف المصالحة الوطنية، مضيفا:" مهازل كبيرة تحدث بالضفة تستوجب الرد الفوري عليها".
وطالب نوفل محمود عباس، بنبذ المفاوضات والعودة إلى أحضان الشعب الفلسطيني، لتحقيق ولو شيء قليل للثوابت الفلسطينية. على حد قوله.
مفترق طرق
قضية المعتقلين السياسيين ألقت بظلالها السلبية على أجواء المصالحة الفلسطينية، التي باتت تقف على مفترق طرق، حيث طالبت حركة حماس بضرورة الإفراج عن المختطفين للاستمرار والشروع في ملف المصالحة، وتحقيق الوحدة الوطنية على الساحة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد أكد الكاتب والمحلل السياسي زياد أبو غنيمة، أن ممارسات أجهزة فتح تنفي نواياها الحسنة تجاه تحقيق المصالحة، وتشكيل حكومة الوحدة، مستدركاً:" ممارسات فتح تدعو الجميع للخروج عن صمتهم للدفاع عن مقدرات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".
ومضي يقول:" طفح الكيل، ولم يعد الأمر يحتمل المزيد من الصبر وعلى حماس أن تستحث علماء الأمة لتأخذ فتوى شرعية لمواجهة وردع أجهزة فتح بالضفة".
وأشار إلى أن عباس يجهل ما يفعل تجاه مستقبل الفلسطينيين، قائلا:" عباس باع تاريخ فتح بثمن بخس، وخرج عن ملته الوطنية والدينية".
الاعتقالات المستمرة بحق أنصار حماس بالضفة، استدعى من أنصار حماس في قطاع غزة بالخروج في مسيرات حاشدة تنديداً واستنكاراً لانتهاكات فتح، مطالبين بإطلاق يد حماس بالتفة لأخذ ثأرها بيدها، وترك العرب في صمتهم المعهود.