دخلت القوات الروسية ثاني أهم مدينة في أوكرانيا، وأعلنت حصار مدينتين أخريين، بينما شهدت بعض جبهات القتال الأخرى هدوءاً نسبياً غداة إصدار وزارة الدفاع الروسية أوامر لجميع قواتها بالهجوم على جميع الاتجاهات، في حين قال نائب رئيس بلدية كييف إن العاصمة شهدت اشتباكات عدة مع الجماعات التخريبية خلال الليل.
وكانت العاصمة كييف قد شهدت الليلة إطلاق رشقات رشاشة، بينما دوت صافرات الإنذار في المدينة أكثر من مرة، وقد أصابت بعض القذائف أبنية في وسط المدينة بالقرب من المجمع الحكومي.
القوات الروسية تدخل ثاني أهم مدن البلاد
وفيما يتعلق بسير المعارك ومساعي السيطرة على كييف والمدن الرئيسية في البلاد، نقلت رويترز عن مستشار وزير الداخلية الأوكرانية قوله إن القوات الروسية دخلت مدينة خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث المساحة والسكان، وهي العاصمة القديمة، وأكبر مركز صناعي وثقافي وعلمي في البلاد.
وأكد رئيس مجلس إدارة الدولة في خاركيف أن القوات الروسية دخلت المدينة ويتم التعامل معها، مؤكدا أنه "لا صحة لاستسلام جنودنا ونخوض قتالا عنيفا ضد القوات الروسية في المدينة".
وقال الحاكم المحلي أوله سينجوبوف إن القوات الأوكرانية تقاتل القوات الروسية في شوارع مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا اليوم الأحد.
وأضاف سينجوبوف "مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة".
وأظهرت مقاطع مصورة بثها أنطون هيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني على تليغرام ودائرة الاتصالات الخاصة وحماية المعلومات التابعة للدولة في أوكرانيا عدة مركبات عسكرية خفيفة تتحرك على طول أحد الشوارع.
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها تحاصر مدينة خيرسون وبيرديانسك جنوبي أوكرانيا.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم الأحد إن القوات الروسية "طوقت تماما" مدينتي خيرسون وبيرديانسك بجنوب أوكرانيا وسيطرت على بلدة هينيشيسك ومطار بالقرب من خيرسون.
وبشأن محاولات السيطرة على العاصمة، أكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية "تواصل هجومها لتحصين كييف" بعد أن "أكملت إعادة تجميع وحداتها" على الجبهة الشمالية.
وذكر مراسل لرويترز أنه سُمع دوي انفجار غرب وسط مدينة كييف اليوم الأحد بعد دقائق من إطلاق صفارات الإنذار.
انفجارات بمنشآت نفطية
وفي أبرز التطورات لليوم الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا، قالت رئيسة بلدية فاسيلكيف الواقعة جنوب غربي العاصمة الأوكرانية كييف في مقطع مصور نُشر على الإنترنت إن البلدة تعرضت لصواريخ روسية مما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة نفطية.
وذكرت وزارة الدفاع الاوكرانية أن صاروخا روسيا استهدف خزانات النفط في قاعدة كلو الخاصة بتزويد الدبابات بالوقود والغاز.
كما قالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا اليوم الأحد إن القوات الروسية فجرت خط أنابيب للغاز الطبيعي في مدينة خاركيف الأوكرانية.
ولم يتضح على الفور مدى أهمية خط الأنابيب وما إذا كان التفجير قد يعطل شحنات الغاز خارج المدينة أو البلاد. ورغم الحرب تواصل أوكرانيا شحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.
وقال مراسل الجزيرة في كييف عمر الحاج إن استهداف منشآت الوقود يمثل فصلا جديدا في الحرب الدائرة منذ أيام بين روسيا وأوكرانيا.
وفي تطور لافت آخر، قالت هيئة مراقبة الطاقة النووية الأوكرانية إن قصفا روسيا أصاب مخزنا لحفظ النفايات النووية في كييف لحظة وجود عمال داخله.
وقالت الوكالة إن العاملين في المنشأة أبلغوا عن إصابة المكان من ملجئهم الذين احتموا به أثناء القصف عبر الهاتف، وإنهم لن يستطيعوا الوصول إليه وتحديد حجم الضرر الفعلي.
تقييم أميركي
وقال مسؤولان أمريكيان بارزان إن القوات الروسية التي تهاجم أوكرانيا تواجه مقاومة من الجيش الأوكراني "أشد مما
كان متوقعا" بالإضافة إلى صعوبات غير متوقعة في إمدادات القوات.
وأضاف المسؤولان في تصريحات لشبكة (سي إن إن) الأميركية أن روسيا تعاني من "خسائر فادحة" في الأفراد والطائرات أكثر مما كان متوقعا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية كان أداؤها أفضل مما كان متوقعا في تقييمات الاستخبارات الأميركية قبل الهجوم الروسي.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن روسيا لم تحقق بعد تفوقا جويا على أوكرانيا، حيث تقاتل أنظمة الدفاع الجوي والقوات الجوية الأوكرانية للسيطرة على المجال الجوي.
وأضاف المسؤول: "الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك الطائرات، لا تزال صالحة للعمل وتواصل الاشتباك ومنع الطائرات الروسية".
وقال مسؤول إنه حتى مساء السبت، لم تر الولايات المتحدة أي مؤشر على سيطرة الجيش الروسي على أي مدينة أوكرانية، حتى مع تحرك القوات الروسية لتطويق بعض التجمعات السكانية، بما في ذلك العاصمة كييف.
وأوضح أحد كبار المسؤولين الأمريكيين أن روسيا توقعت تحقيق نصر سريع وربما أهملت التخطيط للتزود بإمدادات كافية، وأوضح مسؤول أن خطوط الإمداد تعد "نقطة ضعف".
المصدر : الجزيرة + وكالات