طلّ سلاح الفلتان الأمني الذي يحمله "زعران" حركة فتح في مدينة نابلس من جديد، لكن هذه المرة في وجه رموز النضال وقادة المقاومة، وليس الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتحم مدن الضفة يومياً.
وتعرض القيادي والأسير المحرر الشيخ خضر عدنان لمحاولة اغتيال، بعد أن أطلق مسلحون من فتح، أمس السبت، نيران أسلحتهم باتجاهه في مدينة نابلس.
وأدانت فصائل جريمة محاولة اغتيال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، أثناء وجوده مع عائلات الشهداء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتشهد مدن الضفة الغربية المحتلة، حالة من الفلتان الأمني، وسط تخاذل الأجهزة الأمنية لسلطة أوسلو، المنشغلة بملاحقة المقاومين للاحتلال، ما أثار حفيظة المواطنين الذين خرجوا في مسيرة حاشدة ضد الفلتان.
وخرجت مسيرة غاضبة في شوارع مدينة نابلس، تنديداً بالجريمة، وردد المشاركون هتافات تتهم مطلقي النار باتجاه القيادي عدنان بالمأجورين وخدم الاحتلال الإسرائيلي.
ويعكس ما يجري حالة التردي الأمني والفلتان الذي ترعاه سلطة فتح، في سعي لإشغال الشارع الفلسطيني عن قضاياه الوطنية ومقاومة الاحتلال وحرف البوصلة عن القدس.
فلتان ممنهج
ويؤكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن ما يجري في الضفة الغربية عمل ممنهج للنيل من حالة الصمود الفلسطيني المتصاعد في وجه الاحتلال، مشيراً إلى أنه كلما ارتفعت وتيرة المقاومة برزت حالة الفلتان الأمني لحرف البوصلة وخلق فتنة داخلية وصدام فلسطيني.
ويوضح شهاب في حديث صحفي، أن هناك شبكة منظمة من أصحاب المصالح التي تدير الفلتان وهي ذاتها التي تدير وتقود التنسيق الأمني مع الاحتلال، دعيا كافة القوى للتحرك واعلاء صوتها في مواجهة الفلتان ومحاولة المساس بالرموز الوطنية الفلسطينية.
كما طالب القيادي في الجهاد لتشكيل جبهة وطنية لإنقاذ الحالة الوطنية من هذا العبث الذي يسعى البعض لتمريره على حساب مواجهتنا مع الاحتلال.
ويؤكد رئيس لجنة الحريات العامة في الضفة الغربية خليل عساف، أن حادثة إطلاق النار على الشيخ عدنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل حالة الفلتان الأمني التي تديرها أيادٍ موجهةٌ وتابعةٌ للاحتلال.
ويوضح عساف في حديثه لـ "الرسالة" أن ما يجري تعدٍ حتى حالة الفلتان إلى الخيانة الوطنية ومحاولة تمرير مخططات من شأنها أن تكون بداية لحرب أهلية داخلية في الشارع الفلسطيني، وهو أمر لا يمكن القبول به.
ويشدد على قبول السلطة وعدم ملاحقتها لمطلقي النار، مؤكدا أنها شريكة معهم وهي من أعطتهم الأوامر لاغتيال الشيخ عدنان سياسيا واجتماعيا وحتى عبر التصفية الجسدية.
ويبين أن هذه الجريمة لا يمكن السكوت عنها أو التسليم بها كونها تستهدف الرموز الوطنية والقامات الكبيرة من الشعب الفلسطيني وتحاول النيل من شخصياتهم والمس بها.
ويلفت إلى ضرورة رفع الصوت ضد حالة التردي وخلق حالة رفض شعبي وفصائلي من جميع شرائح المجتمع، لأن الصمت سيقود إلى المزيد من هذه الجرائم القذرة والخارجة عن تقاليد شعبنا.