هي شوارع ضيقة، منتشرة بين البيوت القديمة المتلاصقة في المدينة المقدسة، تسمى" عقبات" و هي أشبه ببداية طريق يربط حواري المدينة القديمة في بعضها البعض.
ربما أسموها عقبة لكثرة العقبات التي مرت بها المدينة في عصور تاريخية متتابعة، أو لكثرة الأقدام التي داست تلك الحواري، ولكن الأرجح أنها بداية الطريق، أو العتبة التي تؤدي إلى الصعود إلى الطريق الذي يبدأ بعدد من الدرجات.
وهناك تفسير آخر للعقبة، فهي في بعض معانيها تعني الحصن وتقع ضمن الشكل الهندسي الدفاعي لمدينة القدس، والعقبة على مطلع الطريق جزء من هذا الحصن.
ويوجد في مدينة القدس القديمة أكثر من 24 عقبة، تعود إلى الفترات الأيوبية المملوكية والعثمانية، ولكل عقبة سر وراء تسميتها، فمنها ما يعود لأسماء علماء، وأخرى إلى أسماء عائلات تقطن في العقبات، ومنها ما يدل على مورد تجاري معين في مدينة القدس.
هناك عقبة تسمى عقبة درويش نسبة لعائلة درويش، وعقبة الخالدية نسبة إلى عائلة الخالدي، وعقبة الجبشة التي تنسب إلى عائلة جبشة، ومن الضروري أن تكون تلك العتبة بداية الدخول إلى حارة تقطنها كل العائلة التي سميت عتبتها باسمها.
وبعض أسماء العقبات تنسب إلى الملوك أو المسؤولين في فترة تاريخية معينة مثل "عقبة لؤلؤ" تعود إلى الأمير المملوكي بدر الدين لؤلؤ، و"عقبة ابن جراح" فترة الأيوبية وهي نسبة إلى عائلة ابن الجراح التي جاءت مع صلاح الدين الأيوبي، و"عقبة المولوية" وتنسب إلى الزاوية المولوية العثمانية التي أقامها خدا وردي سيفين، و"عقبة دار البيرق" لوجود دار عثمانية الطراز كان يحفظ فيها بيارق موسم النبي موسى.