لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يجهل تفكير الجيل الجديد من الفلسطينيين الذين يسكنون القدس، فيظن أنهم مغيبون عن قضيتهم بعدما حاول إغراقهم في قضايا سطحية، لكن الواقع كان العكس فنشأ جيل عنيد أكثر صرامة من قبله، جيل يرى أن (إسرائيل) إلى زوال في وقت قريب.
كما اعتادت القدس أن يستيقظ ساكنيها على عملية بطولية من تنفيذ أبنائها، اليوم انقض البطل كريم القواسمي -19 عاما- على جنديين إسرائيليين لينفذ عملية طعن على عتبات المسجد الأقصى قرب باب حطة.
وبعد العملية، قنص جنود الشاب المقدسي وتركوه ينزف حتى ارتقى شهيداً.
القواسمي الذي يسكن بلدة الطور في القدس، جهز نفسه لصلاة الفجر في المسجد الأقصى، وحين فرغ من صلاته سل سكينه من جيبه وراح ينفذ عمليته التي وصفت بـ "البطولية"، فهو لم يأبه لشيء. أراد الانتقام من الجنود الذي ينغصون حياة المقدسيين ليل نهار.
وتأتي عملية القواسمي في ذكرى استشهاد المدون والناشط الفلسطيني باسل الأعرج، ذلك الكاتب "المثقف المشتبك" الذي ناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي بالقلم والسلاح.
وفور عملية القواسمي، اقتحم جنود الاحتلال بيت الشهيد ودمروا محتوياته ثم اعتقلوا شقيقه (محمد) ووالدته، وتعرضا لتحقيق قاس قبل الإفراج عنهم، بينما اعتقل الاحتلال والده خلال ذهابه لعمله.
وكعادة الاحتلال عقب كل عملية بطولية، اقتحم بيوتاً في بلدة الطور شرقي القدس: البلدة التي ينتمي إليها الشهيد، واعتقل عدداً من المقدسيين.
وحتى اللحظة، لا يزال الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد عقابا لذويه، بعدما أحاطته الشرطة بعد انتهاء العملية وراحوا يركلونه بأرجلهم بعد دقائق من استشهاده للتأكد من موته.
وحاولت "الرسالة" الوصول إلى عائلة الشهيد لكنها وجدت أن غالبيتهم قيد الاعتقال.
وعلمت عائلة القواسمي باستشهاد ابنها كريم من خلال التحقيق الذي جرى معها عند اقتيادهم لمركز الشرطة، لتكون فاجعتهم كبيرة.
وأشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية الطعن البطولية بالقدس المحتلة، فذكر محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس أن عملية الطعن البطولية قرب باب حطة بالقدس ردّ طبيعي على جرائم العدو، مشيدًا بالعملية البطولية ضد قوات الاحتلال.
ودعا الشباب الثائر إلى مواصلة التصعيد ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل والاشتباك معه في كل الساحات، حتى ردعه وكبح جماح عدوانه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".
واعتبر القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان أن ارتقاء الشهداء على عتبات الأقصى المبارك، هو المزيد من الدفاع عنه من الاحتلال الاسرائيلي، لافتًا إلى أن دماء شهداء جنين ونابلس والعروب ودورا مؤخراً، أكبر دافع لرد شر الاحتلال إلى نحره، معتبراً أن شهيد القدس رأى أن البكاء لم يُخلق لنا وحدنا.