لا يزال أمام الجيش الروسي الكثير من التحديات الكبيرة على غرار التحديات القتالية في مواجهة الجيش الأوكراني، فالنظر إلى الخرائط الجوية ودراسة أرض المعركة والقرى والبلدات التي وقعت تحت سيطرة الجيش الروسي، يتأكد لنا أن نهر "دنيبرو" لا يزال يشكل عائقًا استراتيجيًا أمام الجيش الروسي، وعدم قدرة الجيش على استخدام استراتيجية الحسم الشامل، واحتلال "كييف".
النهر يفصل العمليات الروسية شرقًا عن العاصمة "كييف" شمالاً، حيث يمتد من "ميكولايف" جنوبًا وصولاً إلى تشيرنيهيف شمالاً، وبالتالي مسرح العمليات ما زال منحصرًا شرق أوكرانيا، وبالتحديد في "خيرسون" و"خاركيف"، و"ماريوبول" و"ميكولايف".
السيناريو الأسوأ على الجيش الروسي هو السيناريو القائم حاليًا، حيث لا رؤية واضحة حول المدى الزمني الذي قد يستغرقه الجيش في حسم المعركة، وبالتالي هناك قدرة على اعادة تشكيل الوحدات القتالية للجيش الأوكراني الذي يركز على الدفاعات الجوية والعمليات الخاصة شرق "دنبيرو" ويستهدف المدرعات الروسية ضمن عمليات خاصة ومواجهات مستميتة في إطار معركة الدفاع التاريخية التي يخوضها الأوكرانيين.
قد يتسائل البعض، هل فشلت روسيا العظمى في احتلال أوكرانيا المتواضعة؟
هذا التساؤل في إطار العمليات المنطقية العسكرية قد يبدو غريبًا إلى حدٍ ما، روسيا لا يمكنها أن تحتل بلدًا عبر تنفيذ عمليات دموية، تستخدم خلالها أسلحة استراتيجية على شكل قوة دفاعية أمام أوكرانيا التي تقاتل بأسلحة ما تزال بسيطة مقارنة بالمخزون العسكري الاستراتيجي لروسيا.
وقد يتحدث البعض عن دعم النيتو المتواصل، وهو ما يعزز القوة الدفاعية لدى أوكرانيا.. نعم هذا صحيح، ومن المؤكد أن مواصلة الدعم الخارجي واتساع دائرة القتال، وتعثر الجيش الروسي سيكون له تحولاً كبيرًا وخطيرًا، فالجيوش لا تحترم الواقع، بل ينبغي أن تتغلب عليه بالقوة الممكنة في حال كان هناك قرارًا للإطاحة بالنظام والاحتلال الشامل.
بوتن الذي لا يعرف أحد بما يفكر، سيفاجيء الجميع، وقد أكون واثقًا بذلك، لأن القراءة العسكرية لأرض المعركة تؤكد أن بوتن لديه وجهة أخرى، ستقلب المعركة وتغير كل شيء لأنه يضع هدفًا ما بين عينيه، قد يجعل العالم يقف على قدمٍ واحدة.