مع تجربة جديدة لروسيا في خوض الحروب، تعود رواية فتيان الزنك إلى الواجهة، من خلال قرائها، وهي الرواية التي حصلت كاتبتها الصحافية البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش على جائزة نوبل في الأدب.
وقد انتشرت هذه الأيام مقاطع وجمل من الرواية لقراء أعادوا ذكريات الحرب والتجربة الروسية للجنود الروس في حرب أفغانستان التي تصور أشخاصا دفعوا ضريبة حرب لا ناقلة لهم فيها ولا جمل.
فتيان الزنك، ليست رواية بالمعنى الحقيقي، ولكنها عمل توثيقي وشهادات لجنود روس خاضوا الحرب، الأحياء منهم، أو من عائلاتهم، وذلك توثيقا لما حدث معهم خلال الحرب السوفياتية في أفغانستان ما بين 1979 و1989 وتلك الآثار التي تركتها في دواخلهم ما جعلهم يعانون جسديا ونفسيا من الأكاذيب التي مورست عليهم والتي جرتهم للحرب عنوة .
ذكرت الكاتبة شهادات جنود وضباط ومهندسين وطبيبات وممرضات وموظفات وأمهات وزوجات، من خلال فصول طويلة مليئة بالألم، وصفت فيها تجارهم التي عاشوها والتي كان الجندي الروسي أو العامل في هذه الحرب آخر معايرها الإنسانية، وتلك التناقضات التي لم يتخلصوا منها رغم عودتهم للحياة الطبيعية.
وتصف الكاتبة مشاعر جنود ساقهم قانون الامتثال العسكري إلى الحرب عنوة، ثم اكتشف الاتحاد السوفيتي أن هذه الحرب كانت خطأ سياسيا بعد أن بلغت خسائره في حرب استمرت 10 أعوام ما يزيد على 15 ألف قتيل ومئات الأسرى والمفقودين.