قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيد "قاسم".. من مخيم الجلزون دماء على طريق تحرير القدس

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

الضفة المحتلة- الرسالة نت

من مخيم الجلزون شمال رام الله توجه عبد الرحمن قاسم إلى ثرى القدس المحتلة، ليكون على موعد مع الشهادة بعد أن روّى بدمه أرضها بتنفيذه عملية طعن بطولية.

واستشهد الشاب عبد الرحمن جمال محمد قاسم (23 عاما)، مساء اليوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تنفيذه عملية طعن بطولية في سوق القطانين بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.

وأفادت عائلة الشهيد قاسم أنه حسبما شاهدوه من مقاطع فيديو لجنود الاحتلال وهم يطلقون النار على نجلهم بعد إصابته وهو ملقى على الأرض، فإنما هي عملية إعدام وحشية نفذها جنود الاحتلال.

واحتسبت عائلة الشهيد عبد الرحمن قاسم نجلها عند الله شهيدا، مؤكدين على أن دماء نجلهم لن تذهب سدى، وأنها على طريق التحرير.

وتأتي عملية قاسم البطولية على أرض القدس المحتلة في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس تحديدا من توترات في حي الشيخ جراح وسلوان وأغلب أحياء القدس، وتضييق من سلطات الاحتلال على الفلسطيني ومنعه من حياة كريمة على أرضه وفي وطنه.

وقبل ساعات من ارتقاءه شهيدا، كان آخر ما كتبه على حسابه على موقع "الفيسبوك"، عبارة قال فيها: "والله أعلم ما في القلوب"، ليتحوّل المنشور بعد بضعة ساعات إلى ساحة للترحم عليه والإشادة ببطولته.

ومن خلال ما كتبه عبر صفحته، تجد أن عبد الرحمن قد تشرّب حب الشهداء والمقاومة، وكان من دعاة التحرير والمواجهة على أرض القدس المحتلة، رافضا خيارات الاستسلام.

وأكد قاسم فيما كتب سابقا: "إذا دقت طبول الحرب سوف تجد الشرفاء بالبنادق، وسيعود هذا الطفل يتصدى لمدرعاتكم التي اهترأت من ضعف قلوبكم الجبانة، وبقدر الله ستهزمون".

ودقّ اليوم قاسم طبول حربه في القدس ثأرا للقدس والمقدسات، ومؤكدا على ارتباط كل فلسطيني بقدسه وأقصاه، فكانت طبول الحرب التي قرعها على أبواب الأقصى على طريق النصر والتحرير.

إشادة بالبطولة

وبدورها، زفت حركة حماس الشهيد قاسم، وأكدت أن عمليات المقاومة المتتابعة في القدس المحتلة تشعل النار تحت أقدام الاحتلال، وتنذره بعدم ارتكاب المزيد من الحماقات والتغوّل ضد القدس والأقصى.

وقالت في بيان لها: "إننا إذ ننعى قافلة الشهداء الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية لوحات شرف في ساحات الدفاع عن القدس والأقصى خلال الأيام الأخيرة، لنعبّر عن فخرنا واعتزازنا بهذه العمليات البطولية وبانتفاضة شبابنا الثائر، ونعاهد أبناء شعبنا على الاستمرار في طريق المقاومة والشهادة حتى تحرير الأرض والأسرى والمسرى".

ودعت أبناء أمتنا العربية والإسلامية إلى تفعيل التضامن مع صمود أهلنا في القدس والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، ودعم تصدّيهم لعدوان وجرائم الاحتلال واعتداءات مستوطنيه.

ومن جهتها، أكدت حركة "المجاهدين" أن عملية الطعن تأتي في سياق الرد الطبيعي من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس على الاعتداءات المتواصلة بحق الأرض والمقدسات، مضيفةً أن العملية تثبت أن شباب القدس والضفة ما زالوا منتفضين وثائرين.

وبدورها باركت "لجان المقاومة" في بيان لها عملية الطعن، ووصفتها بـ "البطولية"، مؤكدةً أن الشعب الفلسطيني وشبابه الثائر يمتلكون إرادةً وتصميمًا عاليًا على مقاومة العدو ودحره عن فلسطين ومقدساتها، داعيةً لتصعيد المقاومة والمزيد من العمليات البطولية.

وقالت حركة الأحرار إن "تصاعد العمليات البطولية في الضفة مؤشر إيجابي على حيوية شعبنا وتمسكه بخيار المقاومة رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها من الدماء".

عمليات متصاعدة

سار عبد الرحمن بمسيرة الشهداء، والتحق بالشهيد كريم جمال قواسمي الذي ارتقى أمس أيضا خلال تنفيذه عملية طعن على أبواب المسجد الاقصى المبارك، وكذلك ارتقى الفتى يامن نافز جفال، مساء أمس خلال مواجهات في بلدة أبو ديس.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن 4 عمليات طعن وقعت في القدس خلال الأسبوع الماضي، وأصيب فيها عدد من جنود الاحتلال ومستوطنين.

ورصد تقرير فلسطيني دوري ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال شهر فبراير الماضي، تنوعت بين عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة ورشق بالحجارة والزجاجات الحارقة.

ووثق التقرير، الصادر عن مركز معلومات فلسطين "معطى"، استشهاد (6) مواطنين وإصابة (719) بجراح مختلفة، فيما بلغ عدد عمليات المقاومة (835) عملية، أصابت (27) جنديا ومستوطنا إسرائيليا، بينهم (14) في القدس المحتلة.

حرية نيوز

البث المباشر