وقّعت جماعة الحوثي اليمنية اتفاقا مع الأمم المتحدة يسمح بتفريغ حمولة ناقلة النفط "صافر" العالقة قبالة ميناء رأس عيسى منذ نحو 7 سنوات.
وترسو "صافر" -التي تبعد 60 كيلومترا شمال مدينة الحديدة- قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر بحمولة تفوق مليون برميل من النفط مهملة منذ بداية حرب اليمن.
عام 1989 تسربت كميات من الناقلة "إكسون فالديز" (Exxon Valdez) تقل حمولتها 4 مرات عن حمولة "صافر" التي يقدر ثمنها بنحو 40 مليون دولار، ورغم ذلك تسببت "إكسون فالديز" بكارثة بيئية قبالة سواحل ألاسكا، فماذا عن "صافر"؟
"صافر".. منصة تخزين عائمة
ـ عام 1976: صنعت ناقلة النفط "صافر" العملاقة بطول 376 مترا.
ـ عام 1986: تم تحويلها إلى منصة تخزين عائمة للنفط قبالة ساحل محافظة الحديدة متصلة بخط أنابيب في قاع البحر يبلغ طوله 7 كيلومترات.
ـ يبلغ عمر هذه الناقلة المتهالكة 46 عاما، علما بأنه كان ينبغي التخلص منها قبل نحو عقدين.
ـ تحمل نحو 1.14 مليون برميل من النفط.
ـ عام 2015: توقفت الأنشطة في ميناء رأس عيسى (شمال الحديدة) الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ اندلاع الحرب.
ـ بلغت قيمة النفط الموجود على متن ناقلة صافر وقتها حوالي 80 مليون دولار.
ـ مرت نحو 7 سنوات على آخر مرة خضعت فيها ناقلة "صافر" لأدنى أعمال الصيانة، فيما يستمر هيكلها في التآكل جراء الملح والحرارة.
ـ هناك شائعات تفيد بوجود عبوات ناسفة مزروعة حول السفينة، وربما حتى على متنها أيضا.
ـ عام 2019: تراجع الحوثيون في اللحظة الأخيرة عن إذنهم بالسماح للأمم المتحدة بالتدخل لحل أزمة صافر.
ـ مايو/ أيار 2020: تداولت صحف عديدة خبر خرق مياه البحر هيكل الناقلة ووصولها إلى غرفة المحرك.
ـ يونيو/حزيران 2020: طلب الحوثيون ضمانات بأن يتم إصلاح الناقلة، وأن تحول عائدات النفط الموجود على متنها لتسديد رواتب موظفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم.
ـ يوليو/تموز 2020: أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن انزعاجهم الشديد من تزايد خطر تفكك أو انفجار ناقلة النفط "صافر" المهددة بالغرق أو الانفجار جنوبي البحر الأحمر، مما قد يتسبب في كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه.
ـ سبتمبر/أيلول 2020: حذر المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي مجلس الأمن الدولي من أن "بقعة نفطية" شوهدت على مسافة 50 كيلومترا إلى الغرب من "صافر".
ـ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: وافق الحوثيون أخيرا على السماح للأمم المتحدة بتفقد الناقلة وإصلاحها.
كارثة التسرب
ـ 15 ديسمبر/كانون الأول 2020: حذرت دراسة حديثة نشرت في دورية "فرونتيرز إن مارين ساينس" (Frontiers in Marine Science) من أن تسرب ما يزيد على مليون برميل نفط من الناقلة المتهالكة صافر بات وشيكا.
ـ فبراير/شباط 2021: قال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن هناك اتفاقا من حيث المبدأ لنقل النفط من الناقلة صافر إلى ناقلة أخرى، ولم يحدد موعدا لذلك.
ـ 27 مايو/أيار 2021: تسرب مياه البحر إلى غرفة محركات صافر، مهددا بغرق الخزان وتسرب حمولته النفطية في البحر الأحمر.
ـ تم احتواء التسريب آنذاك عن طريق إصلاح مؤقت، إلا أنه من غير المحتمل أن يصمد هذا الحل لمدة طويلة، مما أكد على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون وقوع الكارثة.
ـ انضمت الدول المشاطئة للبحر الأحمر مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والسودان إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، للمطالبة بتحرك عاجل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدرء هذه الكارثة.
ـ تحذيرات عديدة صدرت خوفا من تسرب محتوى الناقلة في البحر الأحمر، مما يمكن أن يعرض الكوكب لإحدى أخطر الكوارث البيئية على الإطلاق.
ـ قدرت مجموعة بيئية يمنية أن الأمر سيستغرق 30 عاما حتى تتعافى البيئة إذا غرقت صافر، وقد يفقد أكثر من 126 ألف شخص في اليمن وحده سبل عيشهم جراء التلوث الناجم عن ذلك.
ـ إذا تسبب التلوث المرتقب بانسداد عدد لا يحصى من محطات تحلية المياه في المنطقة فقد يحرم ملايين الناس من المياه، مما سيترك اليمنيين وجها لوجه أمام المجاعة والفقر من الحرب المستمرة.
ـ سيهدد ذلك أيضا إمكانية بقاء الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر وخليج العقبة على قيد الحياة في العقود القادمة، لكونها النظم البيئية الأخيرة للشعاب المرجانية في العالم.
ـ تعتبر الأمم المتحدة سفينة صافر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتتسبب في كارثة بيئية تتضرر منها عدة دول.
ـ من المرجح أن يؤدي التسرب النفطي أيضا إلى إغلاق ميناء الحديدة الرئيسي لمدة قد تصل إلى 6 أشهر، وهو ما قد يؤدي لرفع أسعار الوقود في اليمن بنسبة 200% ويضاعف أسعار الغذاء.
ـ أكثر من 100 ألف أسرة تكسب قوتها من الصيد، كما أن هذا الخطر يهدد محطات تحلية المياه التي غالبا ما تكون السبيل الوحيد للحصول على المياه الصالحة للشراب.
ـ وفق ما أفادت به منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي في حوار لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنه إذا تحطمت السفينة فستحدث كارثتان، كارثة بيئية لم يسبق لها مثيل، وكارثة إنسانية أخرى لأن النفط سيجعل ميناء الحديدة غير صالح للاستعمال.
الشعاب المرجانية والثروة السمكية
ـ بينما تموت الشعاب المرجانية في كل مكان بسبب ظاهرة الاحترار العالمي فإن تلك الموجودة في البحر الأحمر هي الوحيدة في العالم التي تقاوم، خاصة في شمال البحر الأحمر، والتي تمتد على طول أكثر من 1800 كيلومتر.
ـ من بين 152 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستتعرض حوالي 115 جزيرة على امتداد الساحل الغربي للضرر المباشر، كونها تقع في مسار حركة تسرب النفط المتوقع من صافر، وستخسر هذه الجزر موائلها الطبيعية وتنوعها البيولوجي، كما ستفقد غابات المانغروف التي تشكل حوالي 12% من الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
ـ حدوث التسرب النفطي سيؤدي إلى نفوق 969 نوعا من الأسماك بفعل بقع النفط الخام المتسربة، وسيختفي قرابة 969 نوعا من الشعاب، وسيموت 768 نوعا من الطحالب، و139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه.
ـ هذه الكارثة تهدد 1.5 مليون طائر مهاجر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة، فيما يواجه 390 نوعا من الطيور البرية والمائية خطر النفوق.
ـ وفق إحصائيات لمؤسسة حلم أخضر، فإن 126 ألف صياد يمني سيفقدون مصدر دخلهم الوحيد بسبب الكارثة، منهم 67 ألفا و800 صياد في محافظة الحديدة، وستغلق 148 جمعية تعاونية لمصائد الأسماك في اليمن أبوابها.
ـ تفيد معلومات نشرتها منظمة غرينبيس (Greenpeace) البيئية بأن ما يقارب 5.9 ملايين شخص في اليمن ومليون شخص في السعودية سيتعرضون لمستويات مرتفعة جدا من التلوث.
ـ تقول المنظمة إن التسرب النفطي قد يتسبب في تعطيل حوالي 5094 من آبار المياه التي توفر المياه النظيفة لأكثر من 9 ملايين شخص، وقد يؤثر أيضا في إمدادات الغذاء لأكثر من 8 ملايين شخص.
ـ إلى جانب مئات الآلاف من الطيور والأسماك المهددة بالانقراض تتربص باليمن كارثة إنسانية على عدة أصعدة.
ـ وفق الأمم المتحدة، فإن من شأن التسرب الكبير أن يدمر الساحل اليمني وسبل العيش ويؤثر الضرر البيئي أيضا على السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال، ويمكن أن يعطل الشحن الحيوي عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
المصدر : الجزيرة