قائد الطوفان قائد الطوفان

هل تندلع هبة جديدة في شهر رمضان القادم؟

احداث هبة الكرامة في الداخل المحتل رمضان الماضي
احداث هبة الكرامة في الداخل المحتل رمضان الماضي

الداخل المحتل-الرسالة

أكد محللون وقيادات من أراضي48 على أن الحالة السياسية الراهنة في فلسطين قد تؤدي إلى اندلاع هبة جديدة في شهر رمضان القادم شبيهة بهبة الكرامة التي اندلعت في شهر مايو من العام الماضي لا سيما وأن مسببات الهبة السابقة والتي تتمثل في الاعتداءات على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ومدينة القدس لم تتغير ولا تزال قائمة.

هل يكون الأقصى فتيل هبة جديدة؟

ويقول المحلل السياسي والحقوقي خالد زبارقة إن المسجد الأقصى لا يزال قضية محورية في قراءة الأحداث بالنسبة للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تخشى رد فعل الفلسطيني على مخططها العنصرية التي وصفتها “أمنستي” بأنها سياسات فصل عنصري.

ويتابع، “هذا العام سيكون هناك تناظر بين شهر رمضان وعيد الفصح عند اليهود وبالتالي سيكون مركز الأحداث هذا العام هو المسجد الأقصى المبارك.. حسب رصدنا للسياسة الإسرائيلية نرى أن الحكومة والشرطة والمخابرات تحاول منذ اليوم أن تمهد للأحداث وتهيئ الأوضاع للأوضاع في شهر رمضان.. هي تحاول أن تفرض وجود يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك في رمضان وليس وجود يهودي عادي بل وجود يهودي ديني.. نحن أمام حدث غير مسبوق في المسجد الأقصى وهذا الحدث هو صلوات يهودية وطقوس تلمودية علنية في الأقصى في شهر رمضان المبارك”.

ويلفت زبارقة إلى أن المسلمين في القدس وفلسطين التاريخية والعالم العربي والإسلامي سيعتبرون الوجود اليهودي في الأقصى وبشهر رمضان تحديدًا مساساً صارخاً بقدسية الأقصى وبقدسية شهر رمضان، مضيفًا، “إسرائيل دائمًا تهول الأحداث حتى تستفز مشاعر الجميع لتمرر مخططاتها وهي لا تريد أن يكون هناك ردة فعل فلسطينية على ذلك.. إسرائيل لا تستطيع أن تتعامل قانونيا وألا تقوم بالمساس بالمقدسات وبالوجود الفلسطيني في القدس”.

ويؤكد المحلل السياسي خالد زبارقة على أنه لا يستطيع أن يتنبأ أي أحد بمكان انفجار الأحداث كما لم يتنبأ أحد أن هبة الكرامة ستنفجر من مدينة اللد في شهر رمضان الماضي، مشددًا على وجود العديد من النقاط الساخنة في أراضي48 بسبب السياسة العنصرية الإسرائيلية والتي قد تكون فتيل إشعال الأحداث.

ويضيف، “من الواضح أن هناك مجموعة متطرفة في إسرائيل تستهدف تسخين الأحداث في كل مكان وهي نفس المجموعة في القدس والشيخ جراح واللد والرملة وأم الفحم والنقب وهي ذات المجموعة التي تقوم بأعمال لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين والمسلمين.. أي توتر قد يحدث هو بسبب المجموعات اليهودية المتطرفة الإرهابية التي كانت سبب الأحداث في رمضان الماضي وهي تعمل تحت غطاء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والإعلام الإسرائيلي يحاول أن يعطيها الشرعية في الشارع اليهودي”.

هل تخشى “إسرائيل” اندلاع هبة جديدة؟

ويلفت نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح إبراهيم أبو جابر إلى أن الجهات  الرسمية الإسرائيلية تتخوف مما حدث في شهر مايو من العام الماضي وهذا جعلها تدفع باتجاه إيجاد أي تهدئة في حينه، وتابع، “إسرائيل ليست مستعدة لجولة جديد من الصراع بالذات مع قطاع غزة.. جميع الفصائل في الضفة وغزة تهدد وتقول إن القدس خط  أحمر”.

ويضيف أبو جابر “أرى أن إسرائيل غير مستعدة وقادرة على هبة جديدة بسبب وجود ائتلاف غير متجانس في الحكومة الإسرائيلية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فبمجرد انسحاب عضو واحد من الائتلاف ستسقط الحكومة والمعارضة ستستغل الوضع وتصوت على حجب الثقة و تطيح بالحكومة وهذا لن يروق لبينيت ولبيد ومنصور عباس لأنهم حريصون على بقاء الحكومة.. التشكيلة غير المتجانسة في الحكومة هي التي ستفرض نفسها وستوقف الحكومة عملية الانجرار إلى صراع أو هبة جديدة”.

ويقول أبو جابر إن الأوضاع السياسية كانت مختلفة في شهر رمضان الماضي وإن الحرب على غزة تزامنت مع الفترة الانتقالية بين حكومة نتنياهو وبينيت، فكان كل منهما يحاول أن يوقع بالآخر، وهذا ما تغير في الوقت الراهن، حيث تحاول حكومة بينيت الحفاظ على الحكومة ومنع اندلاع حرب مع قطاع غزة ليس حبًا بالفلسطينيين إنما للحفاظ على الحكومة.

أراضي48 قد تشعل الأحداث في شهر رمضان..

ويشير أبو جابر  إلى أن العديد من المناطق بأراضي48 تعتبر مناطق  ساخنة وقد تؤدي لانفجار الأحداث في الأيام المقبلة، وتابع، “يوجد أحداث ساخنة في النقب في الوقت الجاري.. إذا حصل استفزاز من طرف الإسرائيليين وارد جدًا أن يحصل ما حصل في شهر مايو الماضي.. يوجد عمليات هدم في الطيرة وكفر قاسم والنقب إذا تطور هذا الأمر فمن الممكن أن تتدحرج الأوضاع رويدًا رويدًا وأن نشهد مواجهات بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي”.

وفي ذات السياق يقول خالد زبارقة إن العديد من المناطق قد تكون سبب اشتعال الأحداث، ويتابع، “باعتقادي يمكن أن يكون الاعتداء على مقبرة القسام أحد الأحداث المرشحة أن تكون الفتيل الذي قد يفجر الأحداث في المنطقة.. المطلوب من الشعب الفلسطيني هو الصمود والثبات وتحدي السياسات الإسرائيلية حتى النهاية”.

ويضيف، “النوايا الإسرائيلية المبيتة التي تريد حسم الملفات التي تضر بوجودنا كعرب في الداخل وفي القدس وقضية النقب قضية ساخنة وتزداد سخونة وربما تكون سبب في انفجار الأحداث.. لكن أنا أعتقد أن من يتحمل مسؤولية انفجار الأحداث هي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تتنافس مع الحكومات السابقة في مدى تطرفها وتريد أن تثبت أنها الأقدر على إخضاع العرب والسيطرة على العرب والأقدر على تمرير المخططات الصهيونية في القدس والداخل الفلسطيني”.

ويشدد القيادي ومركّز لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة زبارقة  على أن فعاليات يوم الأرض التي ستنطلق في عدة مدن وبلدات فلسطينية بأراضي48 قد تتسبب باستفزاز السلطات الإسرائيلية واندلاع مواجهات بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي.

ويردف، “علينا أن نكون جاهزون.. النضال الشعبي هو الحل.. ما جعل السلطات الإسرائيلية تخفف من العمل على التشجير والتحرش في النقب هو النضال الشعبي والاحتجاجات ووقوف الناس للدفاع عن أراضيهم لذلك يجب أن نواصل النضال لنلغي كل القرارات المجحفة و ندافع عن أراضينا”.

ويؤكد جمعة زبارقة على أنه في حال استمرت المضايقات الإسرائيلية فإن هبة جديدة ستندلع؛ لأن مسببات هبة الكرامة لم تتغير وبالتالي لن تتغير النتيجة، ويتابع، “إذا استمر التحريش والتشجير ستستمر الهبات.. في بعض الأحيان يوجد صعود وهبوط في الحالة الفلسطينية ولكن طالما المسببات موجودة فإن الهبات مستمرة”.

ويشير النائب في القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة  إلى أن الظروف مهيأة لهبة جديدة؛ لأن أسباب هبة الكرامة كلها موجودة ولم تتغير والتي تتمثل بالاعتداءات وتهويد القدس و ازدياد الاعتداءات في النقب.

ويضيف، “التحليلات الإسرائيلية تحضر لهبة جديدة.. كما يبدو أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتنسيق مع المخابرات والحكومة تريد هذه الهبة.. صحيح أن قرار المحكمة المتعلق بالشيخ جراح ايجابي لكن اليوم لا يوجد لدينا خيارات كثيرة.. إسرائيل تفرض علينا هذا الوضع فرض من خلال اعتداءاتها وتعديها لكل الخطوط الحمراء.. إذا كانت الحكومة غير معنية بالتصعيد فعليها كبح جماح هؤلاء العنصريين فالكل يعرف مدى عنصرية المستوطنين وعنفهم واعتداءاتهم الدائمة ومن يقود المعركة في القدس والنقب هي جمعيات استيطانية واليوم يوجد لهم رئيس حكومة كان مدير عام الاستيطان”.

الحرب الروسية الأوكرانية تشغل العالم عن الانتهاكات الإسرائيلية

ويؤكد المحلل السياسي خالد زبارقة على أن السلطات الإسرائيلية تعتبر الوضع الراهن فرصة ذهبية لتمرير مخططاتها نظرًا لانشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أن “إسرائيل” تعتقد أن الوضع العام العالمي سيوجد لها فرصة لحسم كثير من الملفات التي تتعلق بالقدس والمسجد الأقصى والوجود الفلسطيني داخل المدن التي يسكنها فلسطينيون ويهود.

ويلفت النائب في القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة  إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تزيد من مخاطر الاعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين، وقد تزيد من محاولة السلطات الإسرائيلية تحقيق حسم عسكري في غزة والضفة.

ويتابع، “انشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية قد يزيد من الاعتداءات الإسرائيلية وهذا الوقت قد يكون فرصة لإسرائيل.. اليوم الأوضاع أكثر تعقيدًا.. التحليلات الأخيرة تتحدث عن أن الظروف الحالية تشبه ظروف العام الماضي لكن هذه القراءة غير دقيقة لأننا في هبة الكرامة حصلنا على دعم دولي كبير ووصلت قضية الشيخ جراح والأقصى إلى العالم لكن الآن لا يوجد دعم دولي في ظل ظروف الحرب الروسية الأوكرانية”.

المصدر: الجرمق

البث المباشر