قائمة الموقع

أحمد سيف.. شهيد برقة العنيد

2022-03-10T12:43:00+02:00
أحمد سيف
الرسالة نت- رشا فرحات

بعينين ذابلتين، لا تقويان على النظر، ولسان جف من الحزن، ولم يعد يقوى على الكلام، تحدثت أم الشهيد أحمد سيف بكلمتين تواسي بهما نفسها وتقذفهما في وجه الاحتلال: "كل الناس بيعرفوا أحمد، كانوا بيسموه الجكر، من كتر ما كان عنيد، بس كانوا بحبوه، ما فارقوه وهو في المستشفى طول فترة إصابته، ما كان عنده انتماء لأي حزب، كان بجري مع الشهيد ومع الجريح مين ما كان يكون، وكان نفسه بالشهادة".

كل أهالي برقة اجتمعوا في جنازة أحمد سيف والتفوا حول أمه التي خارت قواها وهي تتكلم عن فقيدها بأعين ذبلت حزنًا، تركه الفقد في قلبها وقلوب نساء أخريات فقدن أولادهن في مواجهات مشابهة.

وقد شيع الفلسطينيون، ظهر الأربعاء، جثمان الشهيد أحمد حكمت سيف (23 عاماً)، من قرية برقة شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بمشاركة شعبية ورسمية، على وقع الهتافات الغاضبة التي تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

لم تكن الكلمات في وداع الابن كافية، سوى صرخات الله أكبر التي كانت ترددها الحناجر من صوت مبحوح أثناء حمل جثمان الشقيق البطل على الأكتاف، وكأن برقة وقّعت عقدا مع أمهات كثيرات، بأن تخرج كل يوم في زفة شهيد، فامتلأت باحة منزل الشهيد سيف بأمهات شهداء أتوا ليشاركوا الأم وجعاً يعرفنه جيداً.

وبعد تأدية مراسم جنازة عسكرية للشهيد، انطلق موكب التشييع من مستشفى النجاح الوطني في مدينة نابلس، حيث كان يرقد أحمد بعد إصابته يوم الخامس من آذار بثلاث رصاصات (إسرائيلية)، وصولاً إلى المدخل الغربي الرئيس لقرية برقة مسقط رأس الشهيد، وعودة من نفس الطريق الذي سقط فيه.

وقال مدير وحدة العناية المكثفة في مستشفى النجاح الوطني إن سيف كان قد أُصيب بثلاث رصاصات غائرة في صدره أدت إلى تهتك كبير في الرئتين والكبد، وتسببت رصاصة في فخذه بانقطاع الشريان الرئيسي".

وتشهد برقة منذ نهاية العام الماضي مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون الاعتداء على الأهالي للعودة إلى مستوطنة حومش المخلاة التي نُفذت بالقرب منها عدد من عمليات إطلاق نار ونتجت عنها مواجهات لا زالت تشتعل بين الوقت والآخر بين المواطنين والمستوطنين.

وقد قُتل مستوطن خلال المواجهات في منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول 2021، ما جعل الاحتلال ينظم جملة اعتداءات على أهالي برقة بين حصار وإطلاق نار وهدم للبيوت، بالإضافة إلى إغلاق جميع مداخلها بالسواتر الترابية باستثناء المدخل الرئيس.

اخبار ذات صلة