تستغل (إسرائيل) أي حدث دولي لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتنفيذ مشاريعها الاستيطانية عليها، فمنذ الأزمة الأوكرانية الروسية، وهي تستقبل "يهود أوكرانيا" وتغريهم للإقامة في البؤر الاستيطانية.
ومؤخرًا، أعلن قسم الاستيطان (الإسرائيلي) في المنظمة الصهيونية العالمية، عن بدء تحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية جديدة لاستيعاب اليهود الفارين من أوكرانيا.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، عن رئيس قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية يشاي ميرلنغ، قوله: "تم وضع خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا التي تخطط للهجرة إلى (إسرائيل)، قبل أسابيع من بدء الحرب الروسية الأوكرانية".
وتتضمن الخطة مباني سكنية بمساحات مختلفة تتراوح بين 55 مترًا مربعًا و90 مترًا مربعًا، سيتم استخدامها كمجمعات لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد، وستقام المباني في مناطق قرب الحدود الشمالية في النقب، ووادي عربة، ووادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن.
ويقول عماد أبو عواد مختص في الشأن الإسرائيلي حول القضية: "لدى (إسرائيل) قدرة كبيرة على استغلال الأحداث، فهي تأمل أن تستقطب 100 ألف يهودي، وهذا رقم كبير وتدرك أنه مستحيل الوصول إليه"، موضحاً أن الاحتلال يستقبل سنوياً من روسيا وأوكرانيا من 10 ـ 12 ألف مهاجر وهذا الوضع الطبيعي لكن بعد الأزمة سيزداد الرقم قليلاً بسبب الحرب.
وبحسب متابعة أبو عواد فإن الفئات المهاجرة من أوكرانيا وتطمح (إسرائيل) باستقطابها في المستوطنات لن تذهب إلى هناك بل سيتم استقبالهم في مخيمات اللجوء ومن ثم السكن في تل أبيب كما اعتادوا لأن غالبيتهم نساء بنسبة 60% ويعملن في تجارة النساء، وبالتالي هذه الفئة لا يعول عليها في زيادة أعداد المستوطنين.
وأكد "للرسالة نت" أن (إسرائيل) تستغل الحدث للتغطية على مشروعها الاستيطاني في الضفة المحتلة في ظل غياب المقاومة الفلسطينية هناك، وكذلك التطبيع العربي والأزمة الدولية التي تحفز مخططاته.
ويرى أبو عواد أنه خلال الفترة المقبلة ستكون الأيام شاهدة على شرعنة بعض المستوطنات، من خلال مد خطوط الكهرباء والماء لبعض البؤر، بالإضافة إلى زيادة بناء الوحدات الاستيطانية، مؤكدا أن الاحتلال يستغل الأزمات الدولية بين الحين والآخر لتحقيق مآربه في مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويدها.
ورداً على هجرة "يهود أوكرانيا وتوسيع الاستيطان، دعا خالد الحاج القيادي في حركة حماس بالضفة المحتلة إلى وضع استراتيجية فلسطينية ترتكز على مقاومة التوسع الاستيطاني.
وأوضح في تصريح صحافي أن مخطط جلب اليهود الأوكرانيين للمستوطنات القائمة في الضفة، يأتي ضمن الحرب الديموغرافية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وأرضهم، مؤكداً أن الاحتلال إحلالي استيطاني عنصري، يقوم على طرد السكان الأصليين وجلب المستوطنين من كل أصقاع المعمورة وإحلالهم مكانهم.
ووفق مسؤول إسرائيلي فقد وضع الاحتلال قبل أسابيع من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا التي تخطط للهجرة إلى (إسرائيل) .
ورسمياً، أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية اييليت شاكيد عن وصول 1555 أوكرانيًا، إلى (إسرائيل) منذ بدء الحرب الروسية، بينهم 150 يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، كما تستعد لقدوم أكثر من 100 ألف يهودي من أوكرانيا، وسيتم إبداء المرونة وتقديم المساعدة للأوكرانيين من غير اليهود أيضًا.