بدأت تتزين الشوارع بألوان مبهجة وتزدحم الأسواق بحثاً عن بهجةٍ مرتقبة، أخذ التجار بالاستعداد لشهر رمضان بالتزامن مع حزمة من الأحداث العالمية أهمها الأزمة الروسية الأوكرانية، التي أثرت على الاقتصاد العالمي.
وتسبب تصاعد التوتر في الأزمة الروسية الأوكرانية بمخاوف لأهالي قطاع غزة، من ارتفاع بالأسعار خصوصاً في ظل الواقع الاقتصادي في القطاع.
زيادة المخزون
مدير عام التخطيط والسياسات بوزارة الاقتصاد الدكتور أسامة نوفل، أكد بدء التجار في قطاع غزة بالتجهيز لاستقبال شهر رمضان من خلال استيراد وتخزين السلع الأساسية كالقمح والزيوت.
وقال نوفل خلال حديثه "للرسالة نت": "إن التجار يعكفون حالياً على زيادة تخزين السلع الرمضانية خوفاً من انقطاعها في ظل الأزمة العالمية ما بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف أن قرار الحكومة بإعفاء مستوردي القمح من الجمارك كان له تأثير في استقرار أسعار سلع والحد من ارتفاع أخرى في الوقت الحالي.
وحول ارتفاع الأسعار، أوضح نوفل أن الوزارة تتوقع ارتفاع الأسعار، بعد زيادة الطلب خاصةً في ظل الأزمة العالمية.
وبينّ نوفل أن الوزارة تتواصل يومياً مع جمهورية مصر العربية، لاستثناء قطاع غزة من قرارها بشأن منع تصدير بعض السلع الأساسية للخارج، مؤكدًا أنه حتى اللحظة يتم التوريد بصورة طبيعية للقطاع.
ونوّه أنه من الضروري الحفاظ على المخزون الاستراتيجي وتوفير السلع وفق الأسعار المناسبة للمواطنين لكي يتمكنوا من شرائها.
وأشار نوفل إلى أن وكالة الغوث للاجئين تغطي 60% من احتياجات القطاع من الطحين على شكل طرود غذائية.
ولفت إلى أن الصفقات التي تجري بين التجار في قطاع غزة والجانب المصري سارية المفعول حتى اللحظة دون وجود أي عقبات تواجهها.
وبيّن أن الوزارة تعمل على مراقبة الأسعار لمنع حالة الاحتكار لبعض السلع الأساسية لكي يتمكن المواطن من الحصول عليها.
تأثر السوق الداخلي
بدوره، أكد المحلل الاقتصادي، محسن أبو رمضان، أن قطاع غزة سيتأثر سلباً خلال الفترة القادمة باعتباره جزءًا من الاقتصاد العالمي ومستورداً أساسياً للغاز الطبيعي وللسلع الغذائية كالزيوت والقمح.
وقال أبو رمضان خلال حديثه "للرسالة نت": إن قطاع غزة لا يتحكم في سوقه الداخلي نتيجة الحصار الذي يعاني منه منذ أكثر من 15 عاماً"، مُضيفًا أنه يجب العمل على زيادة المخزون الاحتياطي الداخلي قبل تفاقم الأزمة وارتفاع الأسعار حول العالم.
وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن الأزمة العالمية لن تنتهي خلال فترة قصيرة؛ لأن الولايات المتحدة تعمل على استنزاف الاقتصاد الروسي.
ووفق البنك وصندوق النقد الدولييَن، فإن العالم لم يتعافَ بعد من تبعات جائحة كورونا اقتصادياً، ووجود الأزمة العالمية يفاقم هذه الأزمة ويُعمقها.
ويتوقع البنك الدولي أنه في حال انتهاء هذه الأزمة دون حرب فإن فترة التعافي ستقتصر على الربع الأول من العام الحالي.
تخوف من ارتفاع الأسعار
رئيس شركة الفاخر للتجارة والصناعة، رامي المدهون أكد بدء التجهيز لاستقبال شهر رمضان باستيراد السلع الأساسية عن طريق معبر رفح البري.
وأوضح المدهون خلال حديثه "للرسالة نت"، أنه سيكون هناك ارتفاع ملحوظ خلال الفترة القادمة بسبب الأزمة العالمية ما بين روسيا وأوكرانيا.
وبيّن أن السلع الغذائية الأساسية لن تتأثر على الرغم من الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه القطاع منذ 15 عاماً.
ويتخوف المدهون من ارتفاع جنوني في الأسعار خلال الفترة القادمة التي ستشهد ذروة الأزمة.
وكانت وزارة الاقتصاد الوطني قد نشرت في غزة قائمة استرشادية للمواد التموينية الأساسية للمستهلك عن شهر مارس الحالي للاطلاع عليها والإبلاغ عن غير الملتزمين بها.
ودعت الوزارة في بيان المواطنين للإبلاغ عن أي تاجر يرفع الأسعار ولا يلتزم بالقائمة الاسترشادية من خلال مكاتبها الفرعية في جميع المحافظات أو الرقم المجاني أو عبر تطبيق "بلاغ اقتصادي".
وبينت أن كل من يخالف أسعار القائمة سيعرض نفسه للمساءلة القانونية، موضحة أنه سيستمر العمل بالقائمة حتى نهاية الشهر الحالي.