قائمة الموقع

بهذه الطرق قاوم فلسطينيو الداخل خطط التهجير

2022-03-13T16:49:00+02:00
الرسالة نت– مها شهوان

رغم القوانين العنصرية ومحاولات طمس الهوية الوطنية لفلسطينيي الداخل المحتل التي تنفذها (إسرائيل)، إلا أنهم يقاومون كل ما تفرضه عليهم لمحاولة سلخهم عن القضية الفلسطينية، ويتشبثون بأراضيهم التي تحاول سلبها وتهويدها.

ورغم أن فلسطينيي الداخل المحتل أقلية في بلداتهم بسبب سيطرة الاحتلال وفرضه قوانين وأنظمة تحد من نشاطاتهم، إلا أنهم يتصدون لشرطة الاحتلال عند أي مواجهة ويخرجون معترضين على جرائم وانتهاكات الاحتلال في الضفة المحتلة أو القدس أو قطاع غزة.

كما أن لهم وقفاتهم الاحتجاجية الخاصة بأوضاعهم كمواطنين محرومين من كثير من الحقوق، وتمارس سلطات الاحتلال ضدهم كل أشكال التهميش والتمييز الممنهجة.

ولا يمكن أن يتناسى شعبنا وقفة فلسطينيي 48 في 30 آذار 1976، حين انتفضوا ضد مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الخاصة أو المشاع في الجليل والمثلث والنقب، وكيف عم الإضراب العام المناطق كلها، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة شهداء، وإصابة واعتقال المئات.

وبات يوم الأرض حدثاً محورياً ومؤسساً في الصراع على الأرض وفي علاقة فلسطينيي الداخل بالمحتل، كونها المرة الأولى التي نظموا فيها احتجاجات ردا على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية.

الوعي المجتمعي

ولايزال فلسطينيو الداخل المحتل ينظمون نشاطات مستمرة في القرى والبلدات، للتأكيد على التشبث بالأرض، ومقاومة محاولات التهجير ومصادرة أراضيهم.

يعقب المحلل السياسي سليمان بشارات على ذلك بالقول: "هناك عدة أسباب لتشبثت فلسطينيي أراضي ال48 بالأرض أولها الانتماء الوطني للهوية والأرض الفلسطينية وأنها مازلت حاضرة لديهم، وبالتالي لا يقبلون اقتلاعهم من أراضيهم أو طردهم حتى لو بقوانين إسرائيلية عنصرية تسعى لتهجيرهم وطردهم".

وذكر بشارات "للرسالة نت" أن هناك مجموعة مؤسسات من المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني كانت مصدر تعزيز وتثبيث وإضافة وعي مجتمعي لعدم ترك أراضيهم أو السماح بطردهم أو القبول بأي أطروحات يتم التقديم لها.

وأشار إلى أنهم أدركوا أن الضياع سيكون مصيرهم حال استجابوا للضغوط الإسرائيلية وتخلوا عن هويتهم، لذا قاتلوا بكل الوسائل لعدم ترك أرضهم، ووجدوا أن البقاء هو الأنسب، لافتاً إلى أن ذلك كان واضحاً حين قاوموا عمليات التهجير أو الطرد.

وتطرق بشارات إلى نقطة مهمة ساهمت في مقاومة فلسطينيي الداخل للاحتلال، وهي الوعي بكيفية التعامل مع المؤسسة الإسرائيلية في الجوانب القانونية، فباتوا يدركون أن لهم حقوقاً كأقلية داخل المجتمع الإسرائيلي وفق القوانين الإسرائيلية وحاولوا الاستفادة منها رغم أن منها قوانين عنصرية ولا تمنح الفلسطيني حقه، لكن حاولوا الاستفادة من الحد الأدنى ومواجهة مخططات المؤسسة الإسرائيلية.

ويرى أن النقاط السابقة هي خطوات أساسية متتابعة عززت من بقاء وحضور الفلسطيني، بالإضافة إلى تجربة الفلسطينيين الذين تم ترحيلهم 1948 و1967 وما يجري في الضفة المحتلة من الاستيطان وتعزيزه، فكل تلك النماذج جعلت فلسطينيي الداخل أكثر تشبثا ودفاعا عن حقوقهم والتمسك بأراضيهم.

وردا على سؤال حول كيف باتت الأرض مركز الصراع في القضية الفلسطينية؟ أجاب: "أحد المرتكزات الأساسية لقيام المشروع الإسرائيلي على أرض فلسطين هو تفريغها من الوجود الفلسطيني ضمن نظام التهجير القسري"، متابعاً: الهدف الأساسي الذي تعمل عليه الجماعات الدينية المتطرفة في (إسرائيل) أن فلسطين أرض الميعاد وعملت على استقطاب اليهود من كل العالم تحت هذا المسمى لكن الفلسطيني لم يصمت حيال ذلك.

وأوضح بشارات أن الفلسطيني يدرك منذ البداية مآرب تلك الجماعات المتطرفة، خاصة محاولاتها لطمس الهوية الفلسطينية والإسلامية للأرض، وكذلك استهداف الأراضي وتجريفها وقلع الزيتون وتغيير معالم كثير من الجغرافيا الفلسطينية للادعاء بأنها إسرائيلية وتمنحها هويتها.

ورغم مضي 46 عامًا على يوم الأرض إلا أن الفلسطينيين يحيونه كل عام. فهو حدث كبير في التقويم السياسي الفلسطيني، ما يدلل على أن أهمية الأرض للفلسطيني تزداد يوماً بعد آخر والمقاومة الفلسطينية لا تزال مستمرة، ولم ينسَ الفلسطيني أرضه رغم محاولات الاحتلال إبعاده عنها.

اخبار ذات صلة