قائمة الموقع

الأسيرة إيمان الأعور: "كنت أتمنى أن أخرج قبل أن تموت أمي"

2022-03-14T13:52:00+02:00
غزة- رشا فرحات

لطالما انتظرت والدة الأسيرة إيمان الأعور خبراً عن ابنتها، يخفف عنها آلام المرض، وكانت تردد "أنا بستناكِ يما.. بستنى أضمك لصدري"، كانت تقول ذلك وتردده عبر الإذاعة وهي تعلم أنها وسيلة التواصل الوحيدة بين الأسيرات وذويهن، قبل أن تفقد الروح الأمل، وترحل وهي تنتظر لهفة رجوع ابنتها إلى حضنها.

أفرج الاحتلال عن الأسيرة المقدسية إيمان الأعور (45 عامًا) يوم الأحد الماضي، بعد قضائها حكماً بـ 22 شهراً داخل سجون الاحتلال، وكان قبر والدتها هو أول مكان تقصده قدماها، لعل شيئا من نار الحسرة والقهر تنطفيء في داخلها.

من قلب الحسرة، وصفت إيمان مشاعرها: "اقترب موعد خروجي وأنا خائفة، لأن أمي كانت مريضة، كنت أتمنى أن أخرج قبل أن تموت، جاءني الخبر وأنا مصابة بفايروس كورونا، القدر لم يكن حليفا لي، توفيت أمي قبل خروجي بأربعين يوماً، ولم أعترض، ولا أقدر على الاعتراض على قضاء الله، كما أن كثيراً من الأسرى قبلنا وبعدنا خرجوا، وتعرضوا لألم الفقد، لقد بكينا معًا وساندنا بعضنا"

تلقت إيمان خبر وفاة والدتها وحيدة في زنزانتها، واستمدت ثباتها من رفيقات العتمة، وخرجت بالأمس راكضة نحو قبرها، ودعتها وداعًا أخيرًا متأخرًا.

ظهرت إيمان الأعور ثابتة صابرة أكثر من عائلتها المنتظرة، وكأنها ما جربت الاعتقال ولا ظلمة السجن، وأكثر ما شق عليها هو قضاؤها فترة السجن في حجر بسبب الكورونا وانتشار الفايروس بين السجينات، ومنع الزيارات لفترة طويلة، وعانت إلى جانب وجع الفقد وجع الوحدة، ولكنها تتألم أكثر لأن فراق الأسيرات عز عليها وصفه: "فراقهم كان أصعب من فراقي لأبنائي لحظة اعتقالي".

ووصفت إيمان تعامل السجان المتغطرس مع الأسيرات، وأوضاعهن الصعبة المقلقة التي جعلت فرحة الإفراج عنها ناقصة مغمسة بالحزن كما وصفتها، لأنها تركت عائلة مكونة من بنات وأخوات وأمهات، وتخاف عليهن كخوفها على عائلتها.

وفي سلوان احتفلت العائلة بالإفراج عن الأسيرة إيمان، بناتها وأحفادها في انتظارها، يذرفون دموع الشوق والحسرة والظلم، إلى جانب دموع الفخر والنصر على السجان.

وقد اعتُقلت إيمان الأعور فجر الـ 17 من شهر حزيران/ يونيو 2020 بعدما اقتحمت عناصر من مخابرات وشرطة الاحتلال مدججين بأسلحتهم وبرفقة كلابهم البوليسية حي الأعور في عين اللوزة ببلدة سلوان.

خلال هذه الفترة، تعرّضت الأعور لتحقيقاتٍ قاسية على يد مخابرات الاحتلال في مركز تحقيق “المسكوبية” غرب القدس، كما عانت من مرضها الذي تفاقم، وحالتها الصحية التي باتت تسوء في كل يوم تُحتجز فيه في سجن "الدامون".

اخبار ذات صلة