أكد نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية المهندس مازن البنا على أن المواطن في قطاع غزة بدأ الاستفادة من محطات معالجة المياه، إذ تعمل ثلاث محطات للتحلية في القطاع، تضخ يوميًا من خلال شبكة مياه قطاع غزة، ما حسن من جودة المياه.
ويقول البنا في حوار مع الرسالة: "المحطات جديدة نسبيا حيث تعمل محطة القرارة منذ خمس سنوات وتنتج 6000 متر مكعب وهذا العام أضيفت إليه توسعة لتصبح قادرة على ضح 14000 متر مكعب".
كما لفت إلى وجود محطة دير البلح، وهي تضخ منذ ست سنوات 6000 متر مكعب في اليوم، بالإضافة الى محطة تحلية السودانية التي تعمل منذ ثلاث سنوات وتنتج 10000 متر مكعب في اليوم وهذه المحطات تنتج إجمالي 8 مليون متر مكعب سنويا.
ويلفت البنا إلى أن مياه شركة "مكروت" الإسرائيلية تضخ إلى قطاع غزة مياه عذبة وفق اتفاقية مع السلطة الفلسطينية وهذا يساعد المزارعين في المناطق الشرقية وخزاعة على الاستفادة من المياه العذبة، حيث أن الخزان الجوفي في المناطق الشرقية في خان يونس لا يصلح للزراعة والاستخدام ولا ينتج أصلاً، بالإضافة إلى ملوحة المياه الشديدة منذ القدم، بحسب البنا.
وكان الاحتلال يضخ للمستوطنات قبل الانسحاب من غزة ما يقارب 5 مليون متر مكعب من مياه مكروت، لافتاً إلى أن المنطقة الوسطى يمكن أن تنتفع أيضا من مياه "مكروت".
محطة التحلية المركزية ستنهي أزمة المياه وما زالت معطلة بسبب الحصار
ويرى البنا أنه رغم نجاح بعض المشاريع إلى أن واقع المياه لا زال سيئا بسبب الحصار على غزة، فرغم وجود ثلاث محطات لتحلية المياه يبقى المشروع الأساسي والأضخم وهو مشروع تحلية المياه المركزية الذي لم ينفذ حتى اللحظة، بسبب الحصار ومنع التمويل عن القطاع وكان من المفترض أن يبدأ العمل به في 2020.
سلطة المياه صرحت بأن 35 % من السكان باتت تصلهم مياه عذبة، وهنا يؤكد البنا أن هذه النسبة صحيحة ومعقولة رغم العقبات والصعوبات التي لا زالت تواجه واقع المياه في القطاع.
وقال: "هذا نجاح جيد رغم عدم قدرتنا على ضخ المياه صافية بنسبة 100% بل تحتاج إلى معالجة حسب المعايير الدولية، لكننا يمكن أن نعتبرها صالحة للشرب حسب المعايير المحلية".
ويرى البنا أن هناك مجهودا جبارا تم على مدار عشرين عاما أنتج ثلاث محطات تحلية، بالإضافة إلى محطات للصرف الصحي، بينما نأمل بأن نصل لمرحلة 100% من السكان تصلهم مياه عذبه.
وأوضح أنه نتيجة الحصار توقف مشروع محطة التحلية المركزية، والخط الناقل الذي يمتد من بيت حانون حتى رفح وتغذيه محطات التحلية وكان سيقدم مياها صالحة للمواطن والمزارع وكل ذلك ما زال معطل بسبب الحصار".
ولعل بناء محطة تحلية مركزية أصبح الأمر الأهم في مشاريع سلطة المياه، حيث يلفت البنا إلى أن هناك تحديا كبيرا يواجه محطات المعالجة لأن مياه الخزان الجوي تختلط بمياه التحلية وتتحول إلى مياه صرف صحي ونسبة الأملاح فيها عالية، والمحطات الصغرى تستطيع أن تتعامل مع الملوثات لكنها لا تتعامل مع الملوحة، ولا يستطيع المواطن الانتفاع بالمياه لملوحتها.
ويعود ذلك كما قال البنا إلى أن المحطات الصغرى غير مؤهلة للتعامل مع نسبة الأملاح الكبرى، فهي تعالج الملوثات فقط ولا تستطيع تحلية المياه، وهذا ما يجعل قطاع غزة محتاجا لمحطة تحلية مركزية بحيث تعمل بالتوازي مع محطات المعالجة، وتتعامل مع الأملاح في المياه، فيمكن أن يستخدمها المواطن والمزارع.