استشهد الشاب سند سالم الهربد، فجر اليوم الثلاثاء، برصاص أفراد وحدة "المستعربين" في الشرطة خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في مدينة رهط. واستشهد شابان وأُصيب 13 شابا بجروح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم قلنديا - قضاء القدس، ومخيم بلاطة - قضاء نابلس، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلم "عرب 48" أن الشهيد الهربد يبلغ من العمر 27 عامًا، وهو والد لأربعة أطفال.
ووفقا للمعلومات المتوفرة فإن المستعربين دخلوا رهط، الساعة 04:00 فجرا، لاعتقال مشتبهين وإخضاعهما للتحقيق لدى الشاباك. وفي المحطة الأولى، جرى تشخيص أحد المشتبهين مع ثلاثة أشخاص من غزة. وفي الساعة 04:30، تقدمت القوة نحو الهدف الثاني، إذ طُلب منها اعتقال مشتبه آخر للتحقيق معه في جهاز الشاباك.
وبعد مرور نحو ربع ساعة، عند الساعة 04:45، وفقا لادعاء "حرس الحدود" أُطلقت عيارات نارية صوب أفراد القوة، فردوا بإطلاق النار. وخلال تبادل إطلاق النار أصيب الشاب الهربد. وجرى استدعاء "نجمة داود الحمراء" الساعة 05:13 فجرا، ووصل الطاقم الطبي إلى المكان بعد عدة دقائق، وأجرى عمليات إنعاش للمصاب، لكنه اضطر لإقرار وفاته.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب، صباح اليوم، إنه "قبل وقت قليل، خلال نشاط مقاتلي وحدة المستعربين في رهط بهدف اعتقال مشتبهين اثنين، فُتحت النيران الحية تجاه القوات".
وزعم بيان الشرطة أن قواتها تعرضت للخطر من جراء إطلاق النار، وأنه "حيّدت المسلح الذي شكل خطرًا على حياتها"، لكنها أوضحت أنه "لا مصابين بين المقاتلين".
وادعت الشرطة أنها عثرت على مسدس وذخيرة، كما نشرت صورة لما قالت إنه مسدس كان بحوزة القتيل.
وذكرت مصادر في الشرطة لوسائل إعلام إسرائيلية أن مستعربين قتلوا مشتبها بإطلاق النار صوبهم في رهط، خلال عملية أمنية مشتركة مع الشاباك، بحثا عن فلسطيني يقيم بشكل غير قانوني في إسرائيل، وهو مطلوب للتحقيق بقضية أمنية. ولم يُصب أحد من أفراد الشرطة والشاباك.
وادعت أنه بعد اعتقال مشتبه في رهط استمر المستعربون بالبحث عن مشتبه آخر، وفي مرحلة ما أُطلقت النار صوبهم من ثلاث جهات.
وفتح قسم التحقيق مع عناصر الشرطة (ماحش) ملفا للتحقيق في ملابسات الجريمة.
وذُكر، في وقت لاحق، أن المستعربين وعناصر الشاباك كانوا في طريقهم لاعتقال مشتبهين اثنين على خلفية أمنية، إذ كانوا يرتدون زيا بدويا في منطقة شهدت شجارا عائليا، وجرى اعتقال الأول، والثاني لم يُعتقل بعد. والشهيد قُتل في المكان، ولم تربطه أي علاقة بالقضايا الأمنية.
وتبين من تحقيق أولي لوحدة "حرس الحدود" التابعة للشرطة أن المستعربين صرخوا بأنهم شرطة، فأطلق الشهيد وآخرون النار صوبهم.
وأشارت الشرطة إلى وجود مشتبهين آخرين بإطلاق النار على المستعربين، وأنها ستنفذ اعتقالات أخرى، تشمل المشتبه المطلوب للشاباك، والذي لم يعتقل لغاية الآن.
وعن تفاصيل ما حدث، قال قريب للشهيد الهربد، إنه "سمعت دوي إطلاق نار، الساعة الرابعة قبل الفجر تقريبا، فاستيقظت وقمت.. ثم استدعيت طاقم الإسعاف. وكان هناك أفراد الشرطة والشاب ملقى على الشارع لأكثر من ساعة، ورفضوا أن يحضر الطاقم الطبي لتقديم العلاج للشاب".
وقال أقارب للشهيد الهربد إنه كان في طريقه للعمل، ولم يكن مطلوبا، وجرى إعدامه ميدانيا.
وقال عضو بلدية رهط، سليمان العتايقة، إنه "يوم أسود، الشرطة قتلت والدا لأربعة أطفال، من عائلة طيبة. تركوه لفترة طويلة على الأرض بعد إصابته دون تقديم العلاج له".
وقررت بلدية رهط، اليوم، خلال الجلسة الطارئة للمجلس البلدي بأغلبية الأعضاء، إعلان الإضراب العام والشامل، يوم غد الأربعاء، وذلك في أعقاب مقتل الشاب سند سالم الهربد ابن المدينة من قبل أفراد الشرطة.
ويشمل الإضراب العام والشامل كافة المؤسسات العامة والتجارية والمرافق الأخرى ومؤسسات التربية والتعليم ما عدا التعليم الخاص.
واتخذ المجلس البلدي عدة قرارات أهمها:
إضراب عام وشامل يوم يشمل مؤسسات التعليم ما عدا التعليم الخاص.
المشاركة في الوقفة الاحتجاجية ورفع شعارات التي ستجري فور الانتهاء من تشييع مراسم الجنازة، ومشاركة القيادات في المدينة في هذه الوقفة.
تخصيص أول ساعتين في كافة المؤسسات التعليمية من يوم الخميس للتطرق إلى الحادث وقضايا العنف عامة.
على أئمة المساجد تخصيص خطب يوم الجمعة للتطرق إلى الحادث والحديث عن قضايا العنف بشكل عام.
ودعا رئيس البلدية رهط، كافة أعضاء البلدي بالتواجد يوم غد في مبنى البلدية لمتابعة ومواكبة الأحداث، بالإضافة إلى المشاركة في الجنازة وزيارة أهل الفقيد، مؤكدا على أن المجلس البلدي في اجتماع تام يوم غد.
لجنة التوجيه العليا: نحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد الهربد
حملت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، مسؤولية استشهاد سند الهربد برصاص مستعربين في مدينة رهط.
وأضافت "إن النقب يواجه حملة من التحريض والتشويه الممنهج من أبواق السلطة وإعلامها المأجور لشيطنته، ومنع التضامن معه، والسماح للمؤسسات السلطوية تنفيذ جرائمها التي كان آخرها إعدام ميداني للشهيد سند سالم الهربد الذي كان في طريقة من بيته لمكان عمله ".
وأشارت إلى أن "جريمة إطلاق النار على الشهيد من وحدة مستعربين متخفيين بزي بدوي في سيارة جيب تويوتا قديم، وترك المصاب ينزف ومنع سيارات الإسعاف من الدخول لمدة ساعة هو جريمة بحد ذاته".
وأكدت لجنة التوجيه على "ضرورة إخراج المستعربين من مدننا وقرانا، وكذلك إقالة قائد شرطة لواء الجنوب، نحشون نغلر، الذي تم تعيينه من قبل وزير الأمن الداخلي الليكودي اليميني، أمير أوحنا، بمعنى أن تعيينه سياسي وليس مهنيا على الرغم من معارضة المفتش العام للشرطة، لأنه جاء من خلفية عسكرية، ولم يكن شرطيا أو قائد محطة شرطة، وإنما جاء من خلفيه عسكرية" .
وطالبت لجنة التوجيه بـ"عقد اجتماع طارئ في مدينة رهط بمشاركة لجنة المتابعة العليا ولجنة التوجيه، والعمل أن تكون جنازة الشهيد جنازة حاشدة ضخمة تؤكد رفضنا لجريمة التصفية الميدانية التي ارتكبتها الشرطة بحق الشهيد ."
كما طالبت اللجنة بـ"إقامة لجنة تحقيق مستقلة في ظروف وملابسات استشهاد سند، ومحاكمة المسؤولين"، كما أكدت رفضها "التعامل مع المجتمع العربي بعقلية عدائية، وكأننا مناطق محتلة" .