عبرَ صفحاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ الخاصةِ بالمستوطنينَ، دعتْ مدرسةُ "جبلِ الهيكلِ" الدينيةِ المتطرّفةِ إلى يومٍ دراسيٍ توراتيٍ، اليومَ الثلاثاء، وذلكَ تحضيرًا لاقتحامِ المسجدِ الأقصىْ في عيدِ "المساخر"، الذي يصادفُ السابعَ عشرَ من الشهرِ الجاري، ويتقاطعُ مع ليلةِ النصفِ من شعبان.
وبحسبِ دعوةِ مدرسةِ جبلِ الهيكلِ، فإن برنامجهمْ سيبدأُ العاشرةَ صباحاً وسيشملُ مناقشةَ مركزيةِ الهيكلِ في الحياةِ اليهودية، وتقديمِ قربانِ الفصحِ الذي تسعى جماعاتُ الهيكل إلى نقله إلى داخل المسجدِ الأقصىْ منذُ سنوات؛ وسيُختتمُ باقتحامِ المسجدِ الأقصى الساعةَ الثانيةَ والنصفِ لأداءِ صلاةِ منتصفِ النهارِ التوراتيةِ داخلَ المسجدِ.
وعادةً، قُبيلَ الأعيادِ اليهوديةِ، تشنُّ شرطةُ الاحتلالِ حملةً مسعورةً من الإبعادِ عن المسجدِ الأقصى وملاحقةِ النشطاءِ أبناءِ المدينةِ المقدسةِ، فيما يتداعى كلُّ من يستطيعُ من أهلِ القدسِ من النساءِ والرجالِ والشبابِ للرباطِ في الأقصى.
وفي المقابل، دعا نشطاءُ مقدسيون إلى شدِّ الرِّحالِ والرِّباطِ في المسجدِ الأقصىْ يومَ الخميسِ المقبلِ لمنعِ هذه الانتهاكاتِ والتصدي للمستوطنين، وذلك عبرَ منصاتِ التواصل وتحت عنوان "الرباطُ نهجنُا وطريقُنا" ويليها فجرُ الرباطِ الجمعةَ المقبلة.
يقولُ الناشطُ المقدسيُّ أسامة برهم إن أهاليَ القدسِ لا تخفى عليهم تهديداتُ المستوطنين للمسجد الأقصى، ولو رفعوا رايةَ الاستسلامِ لسيطروا عليه منذ زمن، لكنّ أهاليَ المدينةِ المقدسة لايزالون الحاميَ للأقصى.
وقال "للرسالة نت" إنه قبل أيامٍ قليلةٍ سُرب فيديو لمستوطنين يؤدون صلواتٍ تلموديةٍ علنيةٍ عند باب القطانين، تحت حراسةٍ مشددةٍ من شرطةِ الاحتلالِ، وجرى اعتقالُ عددٍ كبيرٍ من المرابطات بسبب تكبيراتهن اعتراضا على ذلك، لافتاً إلى أن حملةَ الابعاد بدأت منذ فترة، وهذا يُعيق المقدسي أحيانا في التصدي لتلك الاعتداءاتِ خاصةً أنه لا يملك السلاحَ أو الحماية كالمستوطنين.
وتطرق برهم إلى أن هناك حملةً شرسةً لاعتقال حراس الأقصى، لتسهيلِ الاقتحام على المستوطنين، مشيراً إلى أن الحارس فادي عليان معتقلٌ منذ ستة أشهر وتم هدم بيته، وذلك لترهيبِ الحراسِ وكلِّ من يفكر بالتصدي لتلك الهجمات، ومع ذلك لم يتوانَ المقدسيون في الدفاع عن مقدساتهم.
وبحسب قوله، فإن المقتحمين مأجورون وبات عددهم قليلاً، وهو ما دفع جماعة الهيكل مؤخراً أن تبدأ بالحشد وإغرائهم بالمال للمشاركة، فما زال الكثير منهم يخشى من الاشتباك مع الفلسطينيين وتكرار ما جرى في رمضان الماضي.
وأوضح أن المستوطنين غالباً يدخلون من باب المغاربة ويخرجون من باب السلسلة ويكررون ذلك ثلاث مرات هرولة للوصول إلى حائط البراق.
ويؤكد برهم أن الأيام المقبلة ستكون قاسية وخطيرة خاصة وأن الأعياد اليهودية ستتزامن مع شهر رمضان والأعياد المسيحية.
وفي السياق ذاته، تحدث جمال عمرو المختص في شؤون القدس، أن المستوطنين بدأوا في ممارسة طقوسهم بلباسهم التنكري لاستقبال عيد "المساخر" منذ أيام، مشيراً إلى أن الاحتفالات والصلوات التلمودية المستفزة للمسلمين ستكون في أوهجها غداً وبعد غد.
وبحسب قول عمرو "للرسالة نت"، فإن الأيام المقبلة ستشهد اقتحامات للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة من المستوطنين المأجورين، موضحاً أن صلواتهم ستكون بالالتفاف حول قبة الصخرة ومن ثم سيصلون مقابلها بصوت مرتفع وفي ذلك استفزاز كبير للمسلمين أينما كانوا.
وأكد أن ممارسة تلك الطقوس تُعد خطوة متقدمة في التهويد والسيطرة على مقاليد المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن حملة الإبعاد عن القدس وملاحقة النشطاء المقدسيين تأتي لتحجيم النشاط الفلسطيني وإرهابه.
وذكر عمرو أن دعوات شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى تربك الاحتلال وتغيظه، كما تحد من تغوله على المسجد، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ذلك لا يكفي لردع الاحتلال عن مخططاته.