قائد الطوفان قائد الطوفان

بسبب تقاطع رمضان مع الأعياد اليهودية

هل تشتعلُ المواجهات في الأقصى مُجدّدًا؟

الرسالة نت– مها شهوان

حالةٌ من الترقُّبِ تشهدُها مدينةُ القدسِ، مع اقترابِ شهرِ رمضانَ، إذ تتصاعدُ تخوفاتٌ من اشتعالِ الأوضاعِ وتكرارِ أحداثِ رمضانَ الماضي، وأدت مواجهاتُ باب العامود والاعتداءِ على المصلينَ داخلَ المسجدِ الأقصى، إلى اشتعالِ مواجهةٍ شاملةٍ مع الاحتلال.

وبحسبِ مختصينَ في الشأنِ المقدسيِّ، فإنَّ معركةَ "سيفِ القدسِ" شكّلت تحولاً استراتيجياً في إثباتِ فشلِ نظريةِ الردعِ "الإسرائيليةِ" ولم يعدْ يشعرُ الاحتلالُ بالأمنِ أو الراحةِ في إجراءاتِه في القدس، بفضلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ، التي نجحتْ في توحيدِ الموقفِ الفلسطينيِّ في القدسِ والضفةِ وغزةَ والداخلِ المحتلِّ.

سياساتٌ استيطانيةٌ

 يقولُ خالد زبارقة المختصُّ في شؤونِ القدسِ إن الاحتلالَ في رمضانَ الماضي حاولَ أن يغيرَ واقعَ مدينةِ القدس، خاصةً أن الاعتداءَ كان من الشرطةِ "الإسرائيليةِ" والمستوطنينَ في بابِ العامود، وسعى لفرضِ مخططاتٍ جديدةٍ خاصةً في العشرِ الأواخرِ، وكان في ذلك تعدٍ صارخٌ على قدسيةِ الشهرِ الكريمِ والمسجدِ الأقصى.

وأوضحَ زبارقة في حديثهِ "للرسالة نت" أنَّ الأسبابَ التي كانت دافعاً لحالةِ الغليانِ التي شهدتها مدينةُ القدسِ العامَ الماضي لا تزالُ قائمةً، فمحاولاتُ ترحيلِ أهالي الشيخِ جراح، وقتلِ الشبابِ المقدسيينَ، والتضييقِ الدائمِ على السكانِ، وسياساتُ الخنقِ المفروضةِ عليهم لا تزال قائمةً، وتَزيدُ من مستوى التوتر.

وذكرَ أنَّ ما يروجُ له الاحتلالُ من تسهيلاتٍ في شهرِ رمضانَ غيرُ صحيح، خاصةً أنه يتصرف بشكلٍ آخر، حيثُ القتلُ المستمرُ والتضييقُ على المصلين.

وأشار إلى أنَّ الاحتلالَ، رغمَ خشيتهِ من تكرارِ ما جرى العامِ الماضي، إلا أنه مستمرٌ في منهجيته ويعملُ على تمريرِ سياساتِهِ الاستيطانيةِ، ويفرضُ طقوسهَ التلموديةَ في المسجدِ الأقصى ويحمي المستوطنينَ، وكلُّ هذه الإجراءاتِ ستؤججُ الوضع.

وفي السياقِ ذاتِهِ ذكرَ زياد ابحيص المختصُّ في الشأنِ المقدسيِّ بأنّ سببَ التخوفِ من تكرارِ ما حدثَ في رمضانَ الماضي هو تقاطعُ التقويمِ العبريِّ مع الهجريِّ، موضحاً أنَّ رمضانَ الماضي تزامنَ مع عيدٍ عبريٍّ واحدٍ، لكن هذا العام سيكونُ عيدُ الفصح ومدتُه سبعةَ أيامٍ، الذي سيزيدُ التوترَ.

ولفت "للرسالة نت" إلى أنَّ موجةَ التصعيدِ ستكونُ في الأسبوعِ الثالثِ من رمضان تزامناً مع عيد الفصحِ اليهوديِّ، مشيراً إلى أنّ مدينةَ القدسِ شهدتْ خمسَ هباتٍ خلال السنواتِ السبعِ الماضيةِ، الأولى كانت هبةُ رمضان 2014، و"السكاكين" 2015 و"باب الأسباط" 2017 وباب الرحمة 2019، وهبةُ رمضان و"سيف القدس" 2021.

ووفقَ رؤيةِ ابحيص، فإنَّ معركةَ سيفِ القدسِ شكلتِ اختلافاً في جوانبَ كبيرةٍ حين وحّدتِ الفعلَ الفلسطينيَّ على مختلفِ مستوياتِ الاستعمارِ في غزةَ والضفةِ والشتاتِ والداخلِ المحتلِّ والقدسِ والعالمِ العربيِ والإسلاميِ، وهذا مكسبٌ سيكونُ محمولاً في المواجهاتِ القادمةِ، وإن تفاوتتِ النسبة.

وأكد أنه فُرض عمليًا على الاحتلالِ أن فعله في الأقصى مرتبطٌ بمعادلةِ ردعٍ وبقوةِ المقاومةِ، وبات ذلك راسخاً في العقلِ الصهيوني، لافتاً إلى أنَّ المعركةَ الأخيرةَ أخرجتِ المقاومةَ الفلسطينيةَ من زاويةِ مواجهةِ إجراءاتِ الحصار، إلى الالتحامِ بالمشهدِ الفلسطينيِّ الكاملِ ومركزها القدس.

وختم قوله: "في حالِ ذهبنا إلى مواجهةٍ خلالَ رمضان، يجبُ العودةِ لمرحلةِ الالتحامِ والمواجهةِ في القدس"، مؤكداً أن مواجهةَ واحدةً لا تكفي لردعِ الاحتلالِ عن تهويد القدس".

البث المباشر