قائمة الموقع

الهربد ليس أولهم.. النقب ينزف دمًا منذ سنوات برصاص القوات الإسرائيلية

2022-03-18T08:29:00+02:00
الهربد وأبناؤه
الداخل المحتل-الرسالة

لم يكن الشهيد سند الهربد الذي اغتالته قوة من المستعربين فجر الثلاثاء 15/3/2022 هو الضحية الأولى برصاص القوات الإسرائيلية بالنقب، فالذاكرة الفلسطينية تحتفظ بـ 6 شهداء خلال السنوات الماضي وهم: يعقوب أبو القيعان، وسامي الجعار، وسند سالم الهربد، ومازن سليمان أبو حباك العزازمة، وسامي الزيادنة، ومحمود القاضي.

يعقوب أبو القيعان..

استشهد يعقوب أبو القيعان 47 عامًا بتاريخ 18/1/2017 خلال محاولة الشرطة الإسرائيلية اقتحام قرية أم الحيران بالنقب من أجل هدم منازل القرية، حيث اعتدت حينها الشرطة الإسرائيلية على الأهالي بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت.

تفاصيل قتل أبو القيعان.. 

أشهرت عناصر الشرطة الإسرائيلية أسلحتها في وجه الفلسطينيين في قرية أم الحيران وهددتهم بشكل صريح وقامت بهدم منازلهم، ما دفع أبو القيعان لمغادرة القرية؛ حتى لا يرى الجرافات الإسرائيلية تهدم منزله أمام عينه.

وأفادت مصادر محلية في حينه أن الشهيد أبو القيعان 47 عامًا جمع ملابسه وهم بمغادرة أم الحيران، لكن رصاصات عناصر الشرطة سبقت عجلات سيارته، وأردته قتيلًا بعد أن تركته ينزف لمدة 3 ساعات متواصلة.

من هو أبو القيعان؟

كان يعمل الشهيد أبو القيعان معلمًا لمادة الرياضيات للصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة ثانوية السلام حورة، ولدى الشهيد 13 وابنة واحدة، وهو زوج لامرأتين.

وكان الشهيد أبو القيعان يحمل لقبًا ثانيًا في مجال الهندسة الإلكترونية والكهرباء، وعمل في مهنة التعليم نحو 18 عامًا، كما شغل منصب نائب المدير في مدرسة السلام الشاملة في حورة.

وفي أكتوبر 2021 رفضت المحكمة الإسرائيلية التماسًا لعائلة الشهيد أبو القيعان طالبت عبره بإلغاء قرار النائب العام الإسرائيلي عدم فتح ملف للتحقيق في الجريمة وبالتالي عدم محاسبة المشاركين في الجريمة.

سامي الجعار..

استشهد الشاب سامي الجعار 22 عامًا من مدينة رهط بتاريخ 18/1/2015 متأثرًا بجروحه الخطيرة التي كان قد أُصيب بها بعد المواجهات التي وقعت بين عناصر الشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت الحي الذي يسكن فيه سامي بحجة التفتيش وأهالي الحي.

وأكدت عائلة الشاب الشهيد سامي الجعار على أن نجلها لم يكن متورطًا في حملة التفتيش التي شنتها الشرطة الإسرائيلية بحي 25 بجانب مدرسة النور، موضحةً أنه جرى إطلاق النار عليه أثناء تواجده في ساحة منزله برهط.

وعم الإضراب الشامل وخيم الحزن على مدينة رهط وبلدات النقب، وأعلنت السلطات المحلية إغلاق أبوابها والإضراب احتجاجًا على قتل الشاب الجعار يوم استشهاده.

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية فيما بعد ملف التحقيق بمقتل الشاب سامي الجعار، بادعاء أنها لا تستطيع اتهام أي من أفراد الشرطة بالقتل لعدم توفر الأدلة الكافية، حيث قدمت عائلة الجعار التماسًا للمحكمة العليا، تطالبها فيه بمحاكمة قاتل ابنها، إذ رفضت المحكمة استئناف العائلة وقرر الاكتفاء بتقديمه لمحاكمة تأديبية.

سامي الزيادنة.. 

استشهد سامي  الزيادنة 47 عامًا بتاريخ 18/1/2015 بعد أن اختنق بسبب الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته عناصر الشرطة الإسرائيلية نحو الأهالي المشاركين في تشييع جثمان الشهيد سامي الجعار بمدينة رهط.

حيث اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المدينة وتوجهت إلى المقبرة ما استفز الأهالي التي شاركت بتشييع جثمان الشهيد الجعار، ما أدى إلى وقوع مواجهات بين الأهالي والشرطة الإسرائيلية.

واعتدت عناصر الشرطة الإسرائيلية حينها على الأهالي بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف ما أدى إلى اختناق وإغماء عدد من الأهالي.

وأفاد شهود عيان في حينه بأن الشرطة أطلقت قنابل مسيلة للدموع باتجاه المشيعين، مما أسفر عن حالات إغماء واختناق، وأن أصوات إطلاق نار سمعت في مكان التشييع، وأن مواجهات دارت بين قوات الشرطة والمشيعين، في حين شوهدت طائرات مروحية تابعة للشرطة تحوم في أجواء المنطقة.

مازن العزازمة..

وبتاريخ 2/2/2016 قتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب مازن العزازمة من سكان مسعودين العزازمة بشقيب السلام بعد أن أصابته بالرصاص الحي، حيث أصيب بجراح وصفت بالخطير آنذاك واستشهد على إثرها بعد 5 أيام.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد طاردت سيارة قرب بلدة أشبال بالنقب، حيث ادعت أن سائق السيارة لم يستجب لطلب عناصرها بالوقوف، فطاردوه إلى أن اصطدم بسيارة الشرطة الإسرائيلية والتي بدأ عناصرها بإطلاق النار بشكل مباشر نحو السيارة المطاردة لكن الشبان الذين بداخلها تمكنوا من الفرار قبل أن تحرق السيارة، وعقب ذلك بساعة واحدة وصل الشهيد مازن العزازمة إلى المستشفى وهو مصاب برصاص الشرطة الإسرائيلية، واستشهد بعد 5 أيام.

وبعد عام على استشهاده، أغلق قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة الإسرائيلية ملف التحقيق ضد عنصر في شرطة حرس الحدود الإسرائيلية اشتُبه بالتسبب في مقتل الشاب مازن.

سند الهربد..

أعدمت وحدة المستعربين التابعة للشرطة الإسرائيلية بتاريخ 15/3/2022 الشاب سند الهربد 27 عامًا من مدينة رهط بادعاء أن الشهيد شكل خطرًا على عناصر الشرطة الإسرائيلية خلال تنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش في مدينة رهط بالنقب، مدعية أنها عثرت على مسدس وذخيرة لدى القتيل.

ولاحقًا كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية نقلًا عن مصادر في وحدة التحقيق مع عناصر الشرطة الإسرائيلية أن أحد عناصر وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي اعترف بإطلاق النار على الهربد وإصابته برصاصتين بالجزء الخلفي من جسمه.

واعترف القاتل بأنه أطلق النار في البداية على الجزء السفلي من جسد الهربد، وبعد أن سقط الشهيد أرضًا، أطلق رصاصة أخرى استهدفت الجزء العلوي من جسده.

وأعلنت مدينة رهط الإضراب العام والشامل يوم استشهاد الشاب الهربد، وشارك مئات الفلسطينيين من النقب وأراضي48 في تشييع جثمان الشهيد الهربد.

وشيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد سند الهربد إلى مثواه الأخير في المقبرة الغربية في رهط والذي ارتقى فجر أمس الثلاثاء برصاص وحدة المستعربين التابعة للشرطة الإسرائيلية أثناء توجهه للعمل، حيث شارك المئات في تشييع جثمان الشاب سند الهربد، حيث انطلقت جنازة الشهيد من منزله إلى المقبرة الغربية مشيًا على الإقدام، حيث ردد المشاركون في الجنازة هتافات وطنية “ما بنهاب ما بنهاب اسرائيل دولة إرهاب، يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح، نموت وتحيا فلسطين، يا سند ارتاح ارتاح واحنا بنواصل كفاح، ما بنهاب وما بنهاب الشرطة أم الإرهاب تحيتنا العربية لشهداء القضية، يا أم الشهيد زغردي كل الشباب ولادكي، يا بارليف يا خنزير دم العربي ما هو رخيص”.

وقال الشيخ علي الدبسان أحد أقرباء الشهيد  إن الشرطة الإسرائيلية كاذبة وروايتها اختلفت بالأمس، حيث أصدرت بيانًا فور قتلها للشهيد سند تدعي أنه أطلق النار عليها ثم أصدرت بيانًا آخر في ساعات العصر بأنه لم يُطلق النار وإنما قام برفع السلاح فقط.

وأشار إلى أن الرواية الحقيقة هي أنه كان خارجًا لعمله وذهب لحي 12 في رهط لاصطحاب أحد العمال معه فتفاجأ بالحدث وما أن خرج من مركبته حتى أطلق المستعربون النار عليه.

ومن الجدير بذكره أن الشرطة الإسرائيلية احتجزت جثمان الشهيد سند الهربد لعدة ساعات عقب إطلاقها النار عليه مباشرة في رأسه.

وأكد الشيخ كمال الخطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية خلال زيارته لبيت عزاء الشهيد سند الهربد في رهط على أن “إسرائيل” لا تزال تنظر للفلسطيني في الـ48 بأنه صاحب الدم “الرخيص”، مضيفًا، “ربما سننتظر شهران أو سنتان حتى تخرج السلطات وتقول إن ما حدث مع سند خطأ وربما لن يقولوا”.

وتابع أن الشهيد سند الهربد قُتل برصاص المستعربين الذين أدخلتهم السلطات الإسرائيلية إلى القرى والمدن الفلسطينية عقب أحداث أيار، قائلًا، “من نتائج هبة أيار إدخال المستعربين على مدننا وقرانا العربية على الرغم من أن من تسبب بالمواجهات في أيار هي السلطات الإسرائيلية حيث اعتدت إسرائيل على مقدساتنا في الأقصى وأعدمت الشهيد حسونة من اللد”.

وأكد النائب أحمد الطيبي على وجوب تشكيل لجنة تحقيق حيادية في قضية اغتيال الشاب ابن مدينة رهط سند الهربد الذي اغتاله المستعربون فجر الثلاثاء، مشددًا على أن الفلسطينيين لا يثقون بلجنة التحقيق مع عناصر الشرطة الإسرائيلية “ماحاش”.

وقال الطيبي خلال كلمة ألقاها في خيمة تقديم واجب العزاء باستشهاد الشاب الهربد: “كنت متأكد أن رواي الشرطة كاذبة وبعد ساعات تأكدت أكثر لأنه حتى اللحظة لم ينشروا مقاطع الفيديو التي رصدتها كاميرات المراقبة في المنطقة.. لو أنه جرى توثيق الحدث الذي يقولون بأنه يدين الشهيد سند كنا رأيناه على القنوات والمنصات العبرية منذ وقت”.

وتابع، “هكذا يتصرفون في كل مرة عندما يدانون بجريمة.. واللافت أنه ولأول مرة الشرطة تصدر بيان عن عملية نفذها المستعربون في قلنديا ورهط في بيان واحد وهم يتفاخرون بقتل 3 شبان.. المستعربون الذين قتلوا في قلنديا وبلاطة ورهط تحركهم نفس العقلية وهي القتل واستهداف حياة الفلسطيني.. وهذه ليست أول مرة يسترخصون فيها حياتنا”.

وقال الشيخ رائد صلاح: “الشاب سند الهربد مات شهيدًا مظلومًا مطاردًا برصاص أعمى بلا أي ذنب.. هذه جريمة نكراء.. نحن كنا ولا زلنا ضحية ولا زلنا في أعين المؤسسة الإسرائيلية متهمين”.

وأضاف، “أقول لذوي الشهيد عظم الله أجركم ونسأل الله أن يكرمكم بصبر الثابتين وليس المهزومين، لا نريد صبر اليائسين نريد صبر المتفائلين.. نحن سنبقى متفائلين وثابتين لأن هذا اسمنا وحقيقتنا و هويتنا وثوابتنا العربية والإسلامية”.

محمود القاضي..

وبتاريخ 1/12/2014 تم العثور على جثة محمود القاضي 40 عامًا من مدينة رهط داخل غرفة الاعتقال في مركز الشرطة الإسرائيلية بمدينة “كريات جات”، حيث ادعت الشرطة الإسرائيلية أن الشاب القاضي أقدم على الانتحار داخل المعتقل الأمر الذي نفته عائلته مؤكدةً على أن نجلها تعرض لجريمة قتل تحت التعذيب.

اخبار ذات صلة